ثوروا أسود الخير

هُبُّوا أُسُودَ الْخَيْرِ وَالْتَهِمُوا الرَّدَى

دُكُّوا حُصُونَ الشَّرِّ وَاغْتَنِمُوا الْعِدَا

لا تَتْرُكُوا شَمْسًا تَرَاءَتْ فِي السَّمَا

كَانَ الظَّلام ُهُوَ الْمَكِينَ الأَوْحَدَا

هُبُّوا عَلَى غِرِّ الطُّغَاةِ فظَنُّهُ

أَنَّ الأُسُودَ تَخَافُ مِنْ بَذْلِ الْفِدَا

فَأَرُوهُ كَيْفَ الأَرْضُ مَا رُوِيَتْ دَمًا

فَنَبَاتُهَا أُسْدٌ تُنَادِي السُّؤْدَدَا

ثُورُوا لَأَجْلِ اللهِ يَعْلُو شَرْعُهُ

يَكْسُو الْحَيَاةَ يُضِيئُهَا نُورُ الْهُدَى

ثُورُوا لَأَجْلِ الْعِرْضِ كَيْفَ يَسُوسُكُمْ

مَنْ كَانَ هَاتِكَ عِرْضِكُمْ مُتَجَرِّدَا

ثُورُوا لَأَجْلِ مَسَاجِدٍ مَا كَبَّرَتْ

فَيَهُزُّ أَرْجَاءَ الدُّنَى رَجْعُ الصَّدَى

كَانَتْ مَنَارَاتِ الْهُدَى تُهْدِي الْوَرَى

مِنْ كُلِّ خَيْرٍ مَا أَظَلَّ وَأَسْعَدَا

أَيَدُكُّهَا ذَاكَ الْكَفُورُ مُؤَمِّلاً

أَنْ يُطْفِئَ الشَّمْسَ الطَّهُورَ مُعَرْبِدَا

ثُورُوا فَلِلْأَحْرَارِ أَنْتُمْ أَنْجُمٌ

وَعَلَى الطُّغَاةِ فَنَارُكُمْ لَنْ تَخْمُدَا

فَارْوُوا الأُبَاةَ بِعِزَّةٍ مِنْ نَهْرِكُمْ

وَإِبَاؤُكُمْ قَدْ صَارَ بَحْرًا مُزْبِدَا

يَا أُسْدَ أُمَّتِنَا الْجَرِيحَةِ فَانْسُجُوا

مِنْ ذِي الْجِرَاحِ ثِيَابَ عِزٍّ أَمْجَدَا

يَا أَيُّهَا الطَّاغُوتُ أَبْشِرْ بِالَّذِي

سَيُرِيكَ بَأْسَكَ خَانِعًا وَمُقَيَّدَا

فَانْشُرْظَلامَكَ فِي الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا

وَامْنَعْ ضِيَاءَ الشَّمْسِ أَنْ يَتَجَدَّدَا

اقْتُلْ صَبِيًّا فِي الْبَرَاءَةِ حَالِمًا

اقْتُلْ رَضِيعًا فِي الْحَنَانِ مُمَدَّدَا

اغْصِبْ نِسَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَلا تَذَرْ

فِي الشَّامِ إِلاَّ الْخَانِعِينَ السُّجَّدَا

فَلَتَحْصُدَنَّ مِنَ الْجِرَاحِ صَدِيدَهَا

فَابْذُرْ جِرَاحَكَ وَارْوِهَا وَتَزَوَّدَا