شعري

وَدَّ شِعْرِي لَوْ صَارَ سَيْفًا يُحَامِي

عَنْ حِمَى قَوْمِي عَنْ حِمَى الإِيمَانِ

وَدَّ شِعْرِي لَوْ صَارَ مِنْهُ بُحُورٌ

حِمَمًا أَوْ لَظًى عَلَى الطُّغْيَانِ

وَدَّ شِعْرِي لَوْ صَارَ شَاطِئَ بَحْرٍ

لِسَفِينِ الْمُفَكِّرِ الْحَيْرَانِ

وَدَّ شِعْرِي لَوْ صَارَ بَيْتُهُ مَاوًى

لأَبِيٍّ مِنْ ذِلَّةِ الْحِرْمَانِ

ذَاكَ شِعْرِي وَنَبْعُهُ مِنْ جَنَانِي

ذَاكَ شِعْرِي يَفُوحُ مِنْهُ بَيَانِي

شِعْرُ حُرٍّ أَبَى الْخُنُوعَ وَيَرْجُو

أَنْ يَرَى رَبَّهُ بِأَعْلَى الْجِنَانِ

وَزْنُ شِعْرِي نَغْمُ السِّيَاطِ حَزِينًا

تُلْهِبُ الظَّهْرَ مِنْ أَبِيٍّ مُهَانِ

وَزْنُ شِعْرِي سُكُونُ لَيْلٍ رَهِيبٍ

فِي سُجُونٍ تَنُوءُ بِالْحَيَوَانِ

وَزْنُ شِعْرِي آهَاتُ حُرٍّ صَرِيعٍ

وَصُرَاخُ الْجِرَاحِ وَالسَّجَّانِ

وَزْنُ شِعْرِي صَوْتُ الإِبَاءِ يُنَادِي

لا أُبَالِي بِالْقَتْلِ أَوْ بِالْهَوَانِ

صَارَ شِعْرِي رُوحًا تُقَارِنُ رُوحِي

صَارَ نَفْسِي وَفِكْرَتِي وَكِيَانِي

قَدْ جَعَلْتُ الْقَرِيضَ بَدْرَ اللَّيَالِي

نُورُهُ يَاتِي مِنْ صَدَى وِجْدَانِي

وَجَعَلْتُ الْبُحُورَ مَسْبَحَ فِكْرِي

فَأَغُوصُ انْتِقَاءَ خَيْرِ الْجُمَانِ

إِنَّ فَخْرِي أَنْ صَارَ شِعْرِيَ سِحْرًا

يَبْعَثُ الشَّعْبَ مِنْ رَدَى الطُّغْيَانِ

وَالأُبَاةُ الأَحْرَارُ قَدْ أَشْهَرُوهُ

فِي وُجُوهِ الطُّغَاةِ مِثْلَ السِّنَانِ

وَعُتَاةُ الطُّغَاةِ قَدْ عَلِمُوهُ

كَوَقُودِ الأَحْرَارِ بَلْ نِيرَانِ