أيا راكبا أما عرضت فبلغن

أَيا راكِباً أَمّا عرضت فَبلِّغَن

كَبيرَ بَني العَوّامِ ان قيل مَن تَعنى

سَتَعلَمُ ان جالَت بِكَ الحَربُ جَولَةً

إِذا فَوَّقَ الرامونَ أَسهُمُ مَن تُغني

فَأَصبَحتِ الأَرحامُ حينَ وليتَها

بِكَفَّيكَ أَكراشاً تُجَرُّ عَلى دِمنِ

عَقَدتُم لِعَمرو عُقدَةً وَغَدَرتُمُ

بِأَبيضَ كالمِصباحِ في لَيلَةِ الدَجنِ

وَكبَّلتَهُ حَولا بِجود بنفسِهِ

تَنوءُ بِهِ في ساقِهِ حَلَقُ اللَبنِ

فَما قالَ عَمروٌ إِذ يَجودُ بِنَفسِهِ

لضاربِهِ حَتّى قَضى نَحبَهُ دَعني

تحدِّثُ مَن لاقَيتَ أَنَّكَ عائِذٌ

وَصرَّعتَ قَتلى بَينَ زَمزمَ وَالرُكنِ

جعلتم لضربِ الظَهرِ منه عصيَّكُم

تُراوِحُه والأَصبحيَّةَ لِلبَطنِ

تُعذِّرُ منه الآنَ لَمّا قَتَلتَهُ

تَفاوَتَ أَرجاءِ القليبِ مِن الشَطنِ

فَلَم أَرَ وَفداً كانَ للغَدرِ عاقِداً

كَوَفدِكَ شَدّوا غَيرَ موفٍ وَلا مُسني

وَكُنتَ كَذاتِ الفِسقِ لَم تَدرِ ما حوت

تَخَيَّرُ حاليها أَتَسرُقُ أَم تَزني

جَزى اللَهُ عَنّي خالِداً شَرَّ ما جَزى

وَعروةَ شَرّاً مِن خَليلٍ ومن خِدنِ

لَعَمري لَقَد أَردى عُبَيدَةُ جارَهُ

بِشَنعاءَ عارٍ لا تُوارى عَلى الدَفنِ

وَقَد كانَ عمروٌ قَبلَ أَن يَغدِروا بِهِ

صَليبَ القَناةِ ما تَلينُ عَلى الدَهنِ

قَتَلتُم أَخاكُم بالسِياطِ سَفاهَةً

فَيالَكَ للرأي المُضَلَّلِ والأَفنِ

فَلَو أَنَكُم أَجهزتمُ إِذ قَتَلتمُ

وَلَكِن قَتَلتُم بِالسِياطِ وَبالسِجنِ

واني لأَرجو أَن أَرى فيك ما تَرى

بِهِ مِن عِقابِ اللَهِ ما دونَهُ يُغني

قَطَعتَ مِن الأَرحامَ ما كانَ واشِجاً

عَلى الشَيبِ وابتعتَ المَخافَةَ بالأَمنِ

وَأَصبَحتَ تَسعى قاسِطاً بِكَتيبَةٍ

تُهَدِّمُ ما حَولَ الحَطيمِ وَلا تَبني

فَلا تَجزعَن مِن سُنَّةٍ قَد سَنَنتَها

فَما لِلدِماءِ الدَهرَ تُهرَقُ مِن حَقنِ