في الشاطئ الثاني

يا وجهَهَا في الشاطئ الثَّاني

أسرجتُ للإبجارِ أَحزاني

أشرعتُ يا أمواجُ أوردَتي

وأتيتُ وحدي فوقَ أشجَاني

ولما أتيتُ.. أتَيتُ ملتمساً

فرحي وأشعاري وإنسَاني

مِنْ أينَ؟ لا أرجوكِ لا تَسَلي

تدرينَ.. وجهُ الرِّيح عنْواني

لو كانَ لي من أين؟ قبلَ هنا

قدّرتُ أنَّ التِّيه أنساني

مِنْ أينَ ثانيةٌ وثالثةٌ؟

أضنيتُ بحثَ الرَّد أضناني

من قبريَ الجوَّالِ في جسدي

من لا متي، من موتِ أزماني

من أخبرتْني عنكَ؟ لا أحدٌ

مَن دلَّني؟ عيناكِ، شيطاني

قلقي، حنينُ العمرِ، عَفرتَتِي

في البحثِ عن تربِيتِكِ الحاني

عن نبضِ أعراقي وعن لغتي

عن منبتي من عقمٍ أَكفاني

أَعَلىَّ أفنى هاهُنَا عطشأً،

جوعاً وفي كَفيكِ بُسْتاني

حانَ اقترابي منكِ.. أينَ أنا؟

ألشَّوقُ أقصاني وأدناني

من أينَ لي، يا ريحُ معجزةٌ؟

يا موجُ أينَ رأيتَ رُبَّاني؟

يا صُحَبها مِن أينَ؟ مُد يَداً

يا عطرهَا مِنْ أينَ؟ ناداني؟

ألشاطئُ اللَّهفانُ يدفعُني

وأخافُ هذا المعبرَ القاني

مِنْ أينَ، يا جَدلي أمدُّ فَمي

ويدي إلى بستانِكِ الهاني؟

مِنْ أينَ؟ إنَّ البعدَ قرَّبني

من أين؟ إن القرب أقصاني

اليومَ كانَ البدءُ يا سَفَري

وغداً سألقاها وتلقاني

فلتَنْتَظِرنْي حيثُ أنتَ غداً

يا وجهَها في الشاطئ الثاني