كانوا رجالا

من نحنُ يا (صرواحُ) يا (ميتمُ)؟

موتى ولكن ندعي نزعم

ننجرُ لا نمضي ولا ننثني

لا نحن أيقاظٌ ولا نومُ

نغفو بلا نومٍ ونصحو بلا

صحوٍ فلا نرنو ولا نحلمُ

كم تضحكُ الدنيا وتبكي أسى

ونحنُ لا نبكي ولا نبسم

فلم يعد يضحكنا مضحك

ولم تعد آلامنا تؤلم

أضاعتِ الأفراحُ ألوانها

وفي عروقِ الحزنِ جف الدمُ

ماذا؟ ألفنا طعمَ أوجاعنا

أو لم نعد نشتم أو نطعمُ!

أزقة البترولِ تمتصنا

تبصقنا للريحِ أو تَهضمُ

والسيدُ المحكومُ في داره

في دارنا المستحكِم الأعظمُ!

بلادنا كانت، وأبطالنا

كانوا رجالاً قبل أن يحكموا

يقالُ: كانوا فُهماء الحِمى

واليومَ لا ينوونَ أن يفهموا

ثاروا صباحَ القصفِ لكنهم

يومَ انتصارِ الثورةِ استسلموا

وبعد عامٍ غيروا لونهم

وبعدَ أيامٍ نسوا من همو

يا موطني من ذا تُنادي هنا؟

اسكت.. لماذا؟ أنتَ لا تعلمُ

إن الطويل العمرِ لا يرتضي

حُباً ينادي… أو صدى يلهمُ

ترون أن أنسى يمانيتي

كي يطمئن الفاتحُ الأغشمُ

الصمتُ أنجى… حسنٌ! إنَّما

في نار صمتي (يمن) مرغمُ

هذي بلادي، وهنا إخوتي

أسكت، تأدب… طافرٌ مجرمُ

لكن ،لماذا؟ إنَّ أهلي بنوا

هنا دياراً، وهنا خيموا

في كل شبرٍ تنجلي ضحوةٌ

من خطوهم أو يزدهي موسمُ

هذي الحصى من بعض أشلائهم

من لحمِهم هذي الرُّبا الجُثمُ

هذا الضُّحى من وهجِ أبصارهم

ومن رؤاهم هذهِ الأنجمُ

ما زلتُ أدري أن ذا موطني

لم لا أناديهِ وعندي فم؟