مدرسة الحياة

ماذا يريد المرء ما يشفيه

يحسو روا الدنيا و لا يرويه

و يسير في نور الحياة و قلبه

ينساب بين ضلالة و التيه

و المرء لا تشقيه إلاّ نفسه

حاشى الحياة بأنّها تشقيه

ما أجهل الإنسان يضني بعضه

بعضا و يشكو كلّ ما يضنيه

و يظنّ أن عدوّه في غيره

و عدوّه يمسي و يضحي فيه

غرّ و يدمي قلبه من قلبه

و يقول : إن غرامه يدميه

غرّ و كم يسعى ليروي قلبه

بهنا الحياة و سعيه يظميه

يرمي به الحزن المرير إلى الهنا

حتّى يعود هناؤه يرزيه

و لكم يسيء المرء ما قد سرّه

قبلا و يضحكه الذي يبكيه

ما أبلغ الدنيا و أبلغ درسها

و أجلّها و أجلّ ما تلقيه

و من الحياة مدارس و ملاعب

أيّ الفنون يريد أن تحويه

بعض النفوس من الأنام بهائم

لبست جلود الناس للتمويه

كم آدمي لا يعدّ من الورى

إلاّ بشكل الجسم و التشبيه

يصبو فيحتسب الحياة صبيّة

و شعوره الطفل الذي يصبيه

قم يا صريع الوهم واسأل بالنهى

ما قيمة الإنسان ما يعليه

واسمع تحدّثك الحياة فإنّها

أستاذة التأديب و التّفقيه

وانصب فمدرسة الحياة بليغة

تملي الدروس و جلّ ما تمليه

سلها و إن صمتت فصمت جلالها

أجلى من التصريح و التنويه