ملحمة عمان في سجل الدهر

قف على العالم حول الواقفين

وتأمله بعين المبصرين

وتدبر في مرائيه ترى

قدرة البارئ خيرِ الخالقين

وأصخ تسمع على أرجائه

أنة البؤس ولحن المقرفين

وأعره أذن واعٍ تلقهُ

صاخباً في حداء وحنين

ثم سجل رمزه في صحف

من صحاف الدهر بالتبر الثمين

ثم حلله بفكر ثاقب

تجد التاريخ بالحق مدين

تجد التاريخ عنوان القضا

في سجل الدهر منذ الأولين

يا له كم قام فينا كاتباً

يملأ الأوراق بالحق المبين

يملأ الأوراق قصيدا وثنا

وعُمان الأم خير الكاتبين

عُمان في الجاهلية

يا له لما رآى مصقلة

وإبنه فوق رقاب الخاطبين

لهما العذراء في إسلامنا

والعجوز الفرد بين الجاهلين

ونكبنا الفرس عن أفيائنا

وعلى العرش إبن دارا لا يلين

فجلوناهم وفينا مالكٌ

سيد الأزد ورأس الفاتحين

وملأنا الأرض بيضاً وقناً

وجياداً وعلى البحر سفين

فصفا الجوّ لنا عن قدرة

وخذا البحر لنا بالماخرين

واقتحمنا حصن كرمان على

ملكه إذ عاث بالبغي سنين

فقتلناه وسسنا ملكه

وأتى الناس بنا مستبشرين

وسليم البطل الكرار من

أحكم الخطة عن عزم مكين

فلبثنا ما لبثنا فيهم

سادة لم نحتكم مستكبرين

وزجرنا طائر اليُمن فلم

يتشائم دائنا في آخرين

هكذا كنا على جهلائنا

وعلى الإسلام أقوى أن نلين

عُمان في بدء الإسلام

إذ وفدنا قبل أن تبلغنا

دعوة المختار خير المرسلين

فقرانا الدين شهداً خالصاً

فوردناه هياماً أجمعين

فلنا الفضل الذي قام به

مازن الطائي سعيا لا يلين

ترك الأوطان لله إلى

أن أتى أحمد والشوق خدين

فأطل الدين من مطلعه

بحمانا فغدونا مسلمين

ثم وافى بكتاب المصطفى

عمرو يدعونا فكنا الارشدين

إذ قراه إبن الجلندى طاعة

وهما إذ ذاك فوق المالكين

فأقام العاص في أفيائنا

يرسم التشريع فينا ويبين

وأطحنا بلواء مُسكن إذ

صده كسرى عن الروح الأمين

فقطعنا منهمُ دابرهم

بمواضينا فولوا مدبرين

فخلت أرض عُمان للهدى

ومشى فيها بنوها آمنين

بعد موته صلى الله عليه وسلم

ثم لما قبض المختار لم

نتريث أو وفدنا مسرعين

حيث بايعنا خليف المصطفى

ثاني اثنين على الحق المبين

فألتزمنا الحق لم ننقض عُرى

ودفعنا عن رضى حقاً متين

ما نزعنا عن يد الله يداً

منذ أسلمنا ولا كنا عَمين

ثم بايعنا أبا حفص متى

قام لله أمير المؤمنين

ومحضنا النصح أهل الله في

ديننا والخلفاء الراشدين

واتبعنا أولياء الأمر في

أمرهم ما لم يكونوا محدثين

موقفنا أثناء الفتنة

ثم لما افترق الإسلام عن

فتنة جذت من الحق الوتين

وشكى في أهله السم الذي

أقصد الأمر وأقصى الأمرين

هالنا الأمر فلم ننهض به

حبطةً والله عند المتقين

إنتساب المذهب

ورأينا إبن إباض رجلاً

صامداً لله رغم الزائغين

كان في عهد فتى مروان في

عزه في الجبروت المستبين

وهو لا يدعوه إلا بإسمه

ثقة بالله شأن المخلصين

لم يرعه الملك في سلطانه

وشباة الظلم تفري الصادقين

فصحبناه لما بان لنا

من هداه والهدى نعم القرين

صحبة كانت فكانت نسبة

وأخو المؤمن منه لا يبين

غير أنا لم نقلده ولا

غيره في ديننا بل نستبين

نقبل الحق ونلقي ضده

لا نبالي بأقاصٍ أو بنين

كما لنا عن مالك والشافعي

وفتى حنبلهم والحنفيين

كما لنا عنهم وعن أمثالهم

من رجال العلم أحكام تبين

هذه أسفارنا ناطقة

يجتليها الصدق بين المجتلين

لا نقول إبن إباض قدوة

قال حقاً أو ضلالاً فندين

مع ما نعلمه من صدقه

رأينا التقييد لا التقليد دين

الموقف مع الأمويين

ولنا في عسكر الحجاج ما

يشعل الرأس ويهوي بالجنين

لو وقفنا وعلى جانبنا

كل أهل الله لا نهدي المكين

لكن الحرب سجال والفتى

من مضى في سيره لا يستكين

فلئن جدّلنا تحت القنا

فلكم جندل صبراً آخرين

إستبداد الحكم

ما رزئنا بعد فقد المصطفى

بمصاب كاختلاف المسلمين

وولاةٍ غلبوا الدين على

أمره ثم استبدوا قاهرين

جعلوا الإمرة إرثاً فيهم

وحموها بسيوف الطامعين

فتلاشت وتلاشوا غبها

وتداعى الدين والله المعين

رب ركب قد أناخوا بيننا

يمزجون الشهد بالماء المعين

عصف الدهر بهم فأنقرضوا

وكذاك الدهر حينا بعد حين

قيام الأمر في الإباضية

غير أنا لم نحكم أحداً

في هدانا لو غلبنا مرغمين

فأعتزلنا دولة السفاح في

غلب الحكم وظلم الحاكمين

وبنينا دولة قاهرة

أصلها التقوى وعلياها اليقين

طالب الحق أبو عذرتها

وهو في الحق إمام الناهضين

سيد من كندة الصيد الأُلى

ملكوا دهراً فبزوا غالبين

نجل يحيى ذاك عبدالله من

عزّ بالله فبزّ القاهرين

إذ أتى طيبة عنه قائدٌ

أخطب الناس وأقوى المقدمين

ذلك الشهم أبو حمزة من

قاد خيل الله والدنيا تدين

حج أهل العلم والساسة في

حرم الهادي ففاءوا مفحمين

وتجلى الحق عنه ناصعاً

غير أن الكيد للحق كمين

بدء الإمامة بعمان

ثمت اخترنا الجلندى حاكماً

هديه النصّ وما سنَّ الأمين

سيداً كالبدر في معولة

دارة الملك وعرش المالكين

فأتى الصُفري شيبان بمن

معه غزواً فكنا القاتلين

والتقينا خازماً في جمعه

بقلوب للرزايا لا تلين

فتجالدنا فطاشت رميةٌ

أصلت الدين على حرّ الجبين

نحن أبناء الشراة الصادقين

نحن أبناء السراة الصادعين

نحن في السراء خير الشاكرين

نحن في الضراء خير الصابرين

نحن لا يوهننا القتل ولا

غلب الحرب ولا ناب السنين

دولة اليحمد في القرن الثاني

ثم سسنا أمرنا حزماً على

طاعة الله بقوم صالحين

حين قامت دولة اليحمد في

دوحة الإيمان بين المؤمنين

بدأت بإبن أبي عفان في

دولة قام بها الحق المبين

كان في اليحمد من هاماتها

صارماً يفري رقاب المارقين

غير أنا ما ارتضينا سيره

فأقمنا وارثاً حامي العرين

فأتى عيسى بجيش لجب

جيش هارون إمام المترفين

فدحرناهم وكانوا طعمة

وأسرنا قائد المستكبرين

ثم أوفى بعده في فضله

نجل عبدالله غسان المكين

أئمة القرن الثالث

ثم قام إبن حميد بعده

من بني سودة أعني العلوين

فالمهنا المرتضى في عدله

من بني اليحمد خير الآمرين

صاحب الناب الذي يرهبه

كل من في الأرض إن كاد يبين

ففتى مالك صلت من حمى

راية الحق وغال المعتدين

إذ عدت جرد النصارى غرة

فاستباحت من سقطرى ما يشين

فجلاهم دونها إسليطُه

بكماة للمنايا مسلطين

ثم شاخ السلط فأستضعفه

بعضهم فأعتزل الأمر بلين

فتولى راشدٌ من بعده

من كصلت وهو يرعى المسلمين

غير أن المعشر الغلب الأُلى

عزلوا الصلت استمروا عازلين

فأزالوا راشداً عن حكمه

بعد أن ولوه رغم الناقمين

فتولى الأمر عزانٌ على

ما به من نزعات الكاشحين

فرآى موسى إبن موسى وهو إذ

ذاك نبراس النزار الواجدين

إذ رآه وهو ينوي عزله

فرماه بجنود شارهين

قتلوا موسى ومن آزره

فغدى أعوان موسى حانقين

فأقاموا بالحواري حربهم

فتمطى ريثما يلقى الكمين

فتمادوا ينشدون الشر كي

يدركوا للثأر شأن المغضبين

حروب محمد ابن نور النجدي

المعروف مع العُمانيين بإبن بور

فأستعانوا بإبن نور وهو إذ

ذاك بالبحرين تحت المالكين

إذ أتوه مُشمعلين لهم

صخب فيه مكاء وأنين

فتباكى لبكاهم راجياً

أن يرى خلفهم الفتح المبين

وهداهم ساحة المعتضد الما

لك من بغداد للأمر المتين

حيث هش المالك الأمر الذي

شاءه القوم فعادوا غانمين

ودهاهم بإبن نور قائداً

مستغلاً قهرهم مختلفين

فرماهم بهم فأحتلهم

ودهى البيضة بالرجز المبين

وبدى الدهر لهم عن نابه

كاشراً بين بنيه الآمنين

ثم قام الشعب في ثورته

فمضى الغاصب بين الهاربين

غير أن البعض من مرآقه

كر في الثائر أخذاً باليمين

فأستعاد الغاصب الجاثي على

صدره بعد قتال الثائرين

يا لها واقعةً كارثةً

في دما بين شهيد وطعين

فتمادى نور فيهم مُمُعناً

بين تحريق وتخريب مشين

كم من الأنهار قد غادرها

وهي للكاسر في الدو عرين

وقرىً ناضرة خلفها

صحصحاً يكبو بها العود الهجين

غير أن الله لا يهمل في

حكمه لو أمهل الناس سنين

فقضى نصراً لأهل الله في

أرضهم والحق بالنصر قمين

حيث أردوا بالقنا عن عرشهم

عامل العادي فكانوا الغالبين

وبهذا انهد منه شامخٌ

ووهى ركن ولم يفلح معين

الأئمة المنصوبون أيام ابن بور

يا سمي المصطفى قم بالهدى

يا سليل الحسن العدل الأمين

وفتى القاسم يا صلتٌ صليت

واصطلم من خائن الشعب الوتين

وارعى أهل الله يا عزان ي

ا إبن الهزبر الأكرم إبن الأكرمين

وادعو عبدالله للحق أولي

الحق إذ كنت إمام المسلمين

واحتكم يا ابن سعيد في الورى

حسناً إذ أنت للحسن خدين

وتحكم يا حواريُ فتى

مطرف بالحق بين العالمين

واستقم يا عمراً بين الورى

عامراً بالحق بين الصالحين

وارتبع يا إبن يزيد يا أخا

كندة عرشاً به السمحا تزين

واضطلع يا إبن الملا يا حكما

بالهدى في خطوات العاملين

أئمة القرن الرابع

يا سعيدا يا إبن عبدالله يا

خير من قام أمير المؤمنين

أنت في عيص إبن محبوب على

دوحة ما مثلها في الأمثلين

راشدا يا إبن الوليد إنهض بها

بعده إنك بالحق مكين

أئمة القرن الخامس

ثم جلى نجل شاذان على

حلبة السبق فبزّ السابقين

فأتاه الترك غزواً وهو في

نفر من قومه كانوا عزين

فألقتوا فأقتتلوا لكنهم

هربوا وهو على الخد رهين

كم عظيم بين جدران السجون

وطليق وهو بالعجز سجين

ثم قام إبن عليّ بعده

خلفاً يقفو سبيل الصالحين

ومتى عاد الخليل المرتضى

وغدى الناس به مستبشرين

ترك الحكم له صاحبه

راضياً وهو بذياكم قمين

وأتاه الحضرميُّ الشهم في

سيفه النقاد شبه المستعين

فتلقاه بقلبٍ باسلٍ

وقراه بدن المستنجدين

راشد يا بن سعيد قم بها

بعده فالفخر للمضطلعين

وابنه يا حفص خذها بعده

فهدى راشد ميراث يزين

وأرعها يا بن علي راشداً

فرعاة الحق خير الحاكمين

وانتدب عامر من بين الورى

يا فتى راشد تلو الراشدين

يا سَميّ المصطفى سعياً لها

يا فتى غسان فالعمر ثمين

يا خليلاً من خليل مرتضى

يا ابن عبدالله قم بالأرشدين

أئمة القرن السادس

واستقام ابن أبي غسان في

صولة القهر وعزّ القاهرين

ثم موسى ابن المعالي بعده

يا رعى الله الرعاة الناصحين

فالفتى خنبش يا نعم الفتى

قائما بالقسط بين المقسطين

فابنه العدل سميُّ الهاشمي

سيداً كالبدر وضاح الجبين

ملوك النباهنة

لكن الدنيا التي ما فتئت

تقلب الشؤم على أهل اليمين

نفثت في صالحيها سمها

فأدالتهم إلى الذل عمين

عصفت فيهم بهم فأنقلبوا

عن هداهم تحت قوم مترفين

يا بني نبهان إحساناً فما

قرَّ فوق الملكِ مثلُ المحسنين

حسبكم بإبن بطوطة عِظةً

إذ رمى تاريخكم رميا مشين

يا أقاطاً جاث مهلاً إنها

نبوة السيف فمن للمنصفين

إن يكُ الفخرُ بخلقِ المُصطفى

وهداهُ فلنا الفخر المبين

سمة الدين وسمت الأنبياء

في رجال من عُمان قانتين

ولقينا العجم الشهب وقد

أوغلوا حتى صحار معتدين

فتساقينا كؤوساً مرةً

نكلوا عنا وكنا الشاربين

يوم ولوا وبنو نبهان هم

ساسة الأمر ورأس القائمين

أئمة القرن التاسع

يا حواريُ فتى مالك خُذ

بزمام الأمر والله المعين

ثم قم يا ابن الحواري مالكاً

بعده قومة ذي حزم ودين

وانتدب يا ابن خميس يا أبا

حسن إنك رأس المصلحين

وتصدر يا فتى الخطاب يا

عمر الثاني بعرش الراشدين

ثم قم يا إبن سليمان بما

حكم الله فها أنت قمين

يا شريف العمر أعني عمراً

أنت للأمرة في أصل مكين

ثم قم يا أحمد العدل فتى

عمرٍ إنك للحق مدين

يا فتى عبدالسلام المرتضى

ثابر الخطة بين السالكين

أئمة القرن العاشر

يا سميِّ الهاشمي المصطفى

يا إبن إسماعيل قم في المؤمنين

فأصطلم من كل باغِ معتد

ركب الظلم اصطلم منه الوتين

يا سليمان أخي نبهان من

ركب الغيَّ ضلالاً مستهين

وليبارك بركاتٍ نجله

خطوة الإيمان بالفتح المبين

ثم فليقصف فتى القاسم أي

عمرٌ بالسيف هام المفسدين

وليَفُضَّ القرن عبدالله من

زاغ عن نهج إمام المرسلين

القرن الحادي عشر اليعاربة

ثم قام الدين في سلسلة

من بني يعرب خير الحاكمين

طودها الراسي فتى مرشدنا

ناصر الحق إمام الزاهدين

ثم سلطان ابن سيف بعده

والدُ الأملاك خير المالكين

فابنه بلعرب العدل الذي

قد بنى جبرين عرش الخالدين

فأخوه سيف قيد الأرض من

فتح الأمصار عن عزم مكين

وبنى فيها عروشاً حطمت

سطوة الدهر وإرهاق السنين

واسال الماء أنهاراً بها

فأفاضت خيرها بين البنين

ثم سلطان ابن سيف نجله

من حمى البيضة من رجس مشين

فالمهنا نجل سلطانٍ فتى

ماجد من قام بعد الأولين

فالفتى يعرب ابن بلعرب الع

دل ذي النجدة والعرش المكين

ثم سيف نجل سلطان فتى

سيفهم من قام والعزم خدين

فالفتى بلعربٌ شهمٌ فتى

حمير ذو الجد والمجد الرصين

ثم سلطان فتى مرشد من

قام والدهر عواءٌ وطنين

رحم اللهُ عظاماً منهم

هي كالإبريز في الأرض دفين

عُمان قبل اليعاربة

كانت الأم عمان قبلهم

دولاً بين رجال شرهين

ضعفوا عن درك ما يبغونه

فأتوا بالبرتغال المشركين

فضروا في سرحهم وانتهكوا

حرمة الدين عاثوا مفسدين

فأتتهم يعربيات الشبا

قاطعات منهم كل وتين

عركتهم بعُمانٍ برهة

ثم اجلتهم ضِعافاً صاغرين

فتوحاتهم في الشرق

يا ملوكاً فتحوا الهند إلى

مطلع الصين وظلوا موغلين

وأتوا إفريقيا الشرق وقد

شمست فأفتتحوها صادعين

قدّسوا من منبت الأجداد ما

لوّث الظلم ورجز الغاصبين

واداسوا العجم الخيل إلى

أن جلوا عن أرضهم مستسلمين

ورموهم بالمواضي قطعاً

تخطف الأبصار دون المبصرين

وأتوهم في صياصيهم فما

دافعوا عنها ودانوا عاجزين

فتوحاتهم في الغرب

ثم خلوا ذا الخليج العربي

خلفهم واستوغلوا مفتتحين

فأستباحوا للنصارى مُدناً

حكموها حكم رب العالمين

هكذا فليكتب الدهر الثنا

والرجا الصالح رأس الكاتبين

الأسطول البحري

يا لأسطولهم الضخم الذي

كان كالطوق على أم البنين

جاثيا من زاخر الهند إلى

ملتقى الأنهر بالشط المعين

فإلى الأحمر فالأبيض في

عزةٍ يخذو لها كل مكين

يوم لا أسطول للغرب ولا

عزة إلا له راحت تدين

طلب المحال

سالميني يا بنات الدهر إن

كنت سالمت الملوك الغابرين

وأريني سر معناك الذي

يجتليه الدهر حيناً بعد حين

ثم هاتي نبئيني ما الذي

كان يدعوك إلى ما تفعلين

إذ تديلين لذا من ذا وإذ

أنت طوحت بعرش اليعربين

دولة البوسعيد

فأفخري بإبن سعيد بعدهم

أحمد القرم إمام المسلمين

من حمى الملك عن الأعدا ومن

عزّ في الأمر فبزّ القاهرين

كم له بين العدى ملحمة

قطعت من عنق الخصم الوتين

إذ غزى الفرس وقد عاثوا على

وكلا شط العراقين سنين

فسقى فيهم إلى أن أذعنوا

لعراق العرب بين المذعنين

فسعيد إبنه من بعده

قام يحذو حذوه في الحاكمين

ثم سلطان فتاه هكذا

بعده قام مقام المالكين

فسعيد نجل سلطان الذي

شادها وهو على العرش مكين

بعث النعمان إذ عينه

للولايات سفير الطامحين

يوم لا يوجد للحكام في

دولة قط سفير مستبين

ظهرت في عهده طائفةٌ

تنشر الحق شراة أربعين

إينما ساروا سرى يصحبهم

طائر اليمن صدوقاً لا يلين

فأراد البعض من عماله

قهرهم فإنهار بين الساقطين

خشي السلطان منهم حينما

ظهروا بالحق بين العاملين

فرماهم بالهدايا فرأى

أخذها البعض وقالوا نستعين

فوهى ما كان في أنفسهم

هكذا الدنيا فمن للمبصرين

فثويني إبن سعيد بعده

فإبنه سالم ذو الفعل المشين

من رمى والده الفحل الذي

كان يرعاه بفضل المفضلين

إمامة عزّان بن قيس

ثم أوفى نجل قيس بينهم

ذاك عزان أمير المؤمنين

طهر الأرض من الرجز ولم

يبقي فيها من دخيل أو أبين

إذ أتى السر بجيش لجب

جذّ من غشم السديري الوتين

وهو يحتل البريمي معقلاً

فوق هام النجم بالعزّ قمين

يرزح الشعب ذليلاً تحته

وهو كالذئب بسرح الغافلين

فأنتضى عزّان سيف الله في

وجهه فأنهدم الحصن الحصين

فصفى جو عُمان للهدى

وغدى الشعب بأهليه يزين

يا لتركي عندما كرّ على

صنوه بين رجال شرهين

قتلوا عزّان بغياً ومشوا

بنميم لرجال صالحين

فجرى الحكم على صرف القضا

واستوى الملك لتركي فلتلين

وتوالى الأمر فيهم والفضا

دولٌ تشتد حيناً وتلين

حيث أوفى بعده فيصل من

وطد العرش على شد ولين

إمامة سالم بن راشد الخروصي

وأتى سالم العدل فتى

راشد يسلك نهج الراشدين

فمضى يحتلها فأفترقت

من يد الدهر شمالا عن يمين

ثورة قام بها الشيخ الرضى

ذاك نور الدين قطب الناهضين

من وعى فأستنفر الوعي ومن

نفخ الروح بروع الصالحين

دولتان في صعيد واحدٍ

هذه إرثٌ وتلكم حكم دين

ثم نال الإرث تيمور الذي

قام والفيصل في الترب دفين

فمضى الحكمان يشتاكانها

بدم الأم حروباً لا تدين

ثم وافى ربه سالم عن

طعنة من يد مشتاك لعين

إمامة محمد بن عبدالله الخليلي

فبنوها بيعة صادقة

للخليلي أمير المؤمنين

نجل عبدالله من طالت به

دوحة الفرقان بين الأيمنين

ومشت في عدله ساحبة

ذيلها بين أمير وأمين

ما لها جيش سوى الشعب ولا

من سوى الشورى لها رأي متين

ما لها سور سوى أبنائها

ساعد الإبن قوي لا يلين

وبهذا العهد قام الصلح ص

لح السيب حجزا يجتليه المستبين

فأستتب الأمن فيها ومضى

ومشى الناس عليها آمنين

وسعيد نجل تيمور الذي

خلف الوالد في العمر ثمين

من حمى العرش ولم ينقض عُرى

ذلك الصلح برغم المغرضين

وتمشى والخليليَّ على

سيرة بالتبر خطتها يمين

إمامة غالب بن عليّ الهنائي

لكن الحكم وقد أفضى إلى

غالب بعد الخليلي المكين

صار ثورات غلاباً كشرت

نابها بين بنيها الوادعين

واقضت مضجع الأمن على

غالب حتى غدى في المبعدين

وبهذا انتظمت في سيرها

وحدة الحكم على أس متين

ثم قامت ثورة عارمة

بظفار للخنا لا تستكين

وتوالت نزوات إثرها

تقلب الشؤم على أهل اليمين

نقمت حكم سعيد عندما

شدد الضغط فمن للمنصفين

حكم السلطان قابوس:

واستوى قابوس في الحكم على

عدة والنصر للفتح المبين

ومضى يجمع ما شتته

ذلك الحكم على مر السنين

قامعاً ثورة لينين على

ذلك الجزء جنوبيّ العرين

يحرز النصر وراء النصر في

وثبة الليث وعفو القادرين

فبناها دولة يافعة

نفخ العصر بها روح الجنين

يكتب التاريخ من أمجادها

أسطراً في جبهة الحمد تزين

ويروض المجد منها أشقراً

طالما جلى فبزّ السابقين

الترويح عن النفس:

صارحيني يا حمامات الوفا

إن يكن فيك لشجوي مستبين

واطرحيني بين أحضان الهنا

احتسي من كأسه ما تحتسين

لابساً برد الرضا في روضة

من رياض الفخر بين الأكرمين

واعديني يا سمائل المنى

عدة الصدق الذي لا تجهلين

بسمائل مجلسي أرض العلا

منبت الأجداد خير الأولين

في سهول العلم في وعر اللقا

مضجع الأباء خير الصامدين

يا سمائل رياشاً صالحاً

أو فمن أين رياش السابقين

إن يكن منك فما أحرى بنا

أو يكن منهم فمن للأجدرين

خاتمة

هاكها ترفل في أثوابها

مثل قرن الشمس والسعد قرين

صاغها الوعيُ وسواها الحجا

فتبدت كعروس المترفين

نحمد الله على آلائه

منعماً والله خير الشاكرين

وتفض الختم مسكاً عاطراً

بصلاة وسلام مستبين

يشملان المصطفى والآل مع

صحبه أهل الوفاء العاملين