من وحي المعركة عن نكسة حزيران م

إن حبَّذوا وقف القتال فأننا

نأبى الوقوف لما يعز ويعظم

فالموت أهون لا الحياة بذلة

والذود عن عز النفوس محتم

فلسطين لا تبكي فنحن مجيبك

بزمجرة غضبى تدك وتعدم

فجمال منصور بغلبة ناصر

تحفظه من مكر الغزاة وتلهم

صهيون لا تفخر فلست بمحرزٍ

نصراً بما ملكت يداك وتزعم

أبناء قحطان وثمة بعدهم

من لا يهابون القتال وتحجم

لو لم تكوني يا دويلة عصبة

محمية الأطراف كنت مسلم

فالنكسة الرعناء أعطت درسها

للعرب تسقط فاسدا وتعلم

اليوم لن نحيا ونحن بذلة

حتى نزيل المعتدين ونفرم

مهما تذيقين العروبة قسوة

فهموا أشد الثائرين تجشم

لن يتركوك قمامة في أرضهم

بل لن تفيدك عزة وتندم

فالنصر آتٍ لا محالة قربه

مهما تباطأ زحفه يتقدم

إن التفاوض لن يكون وسيلةً

بالنَّار والبارود نحن سنعدم

قل للعصابة تستعد لجمعها

زاد الرحيل لأنها ستهدَّم

أمريكة الرعناء نحن نذيقها

داء الهزيمة تحتمله لتنعم

فالعرب صامدة بقوة عزمها

لتشيد أبراج السعادة سلم

باسم الذين استشهدوا سنطهر

أرضى النبوة ملكنا والمغنم

وتعود للعرب الكرام حضارة

فقدت لترجع حقهم وتكرم

هذي الطريقة لن تحل محلها

طرق الخنوع ولا الخضوع تعمم

هيا بنا نحو التكاتف جملة

لنبيد أعداء الحياة ونهزم

5 حزيران 1967م