وحي الكرنك

هل تذكّرتِ الذي كان لنا بالضفّتَيْنْ

يوم كُنّا والهوى يجتاحنا كالزهرتينْ

إذ بَعثنا من هوانا و جوانا زفرتينْ

وسَكبنا فوق سطح النهر منا دمعتينْ

لحظةٌ مَرَّتْ بنا يا حُبُّ من قبل الغروبْ

إذ تولى الشمسَ قبل الليل أعراضُ الشحوبْ

ورأينا الليلَ في أعطافه النورُ يذوبْ

فصمتْنا وتناجتْ بالهوى خُرسُ القلوبْ

هل تذكّرتِ الذي كان لنا في الكرنكِ

حين أَشهدْنا على الحب نجومَ الفَلَكِ

فكأني لم أُمَتَّعْ بشذىً من حُسنكِ

وكأني لم ألجْ يوماً مغاني عَدْنِكِ

كنتُ أبكي يا حبيبي عند لألاءِ التلاقي

يومَ كُنّا نقطعُ الحلمَ بنجوى واشتياقِ

خائفاً مستبقاً في الوصل أيامَ الفراقِ

غاب هل غابَ ووُدّي لكِ باقِ؟