ألا هل لساني اليوم طوع لخاطري

ألا هل لساني اليوم طوع لخاطري

إذا أنا رمت الشكر والقول ناصري

وهل لقوا في الشعر عون على المنى

إذا ما استمدّتها قريحة شاعر

ويا ليت شعري هل يُراعي وسائلي

يراعي إذا أمددته بالمحابر

وهل لبناني من بياني مساعد

بلفظ بديع في معان زواهر

لأبلغ نفسي اليوم في الشكر حظها

وأرقى إلى غاياته غير قاصر

ومن لم يؤدّ الشكر للناس لم يكن

لإحسان رب الناس يوماً بشاكر

وهل أستطيع الشكر أقضيه حقه

قياماً بفرض منه في الحال حاضر

وأني وقد أربت على العبد أنعم

تقاصر عنها ناظم قبل ناثر

وهل يبلغ الغايات من بات ليله

يحاول عدّ النيرات السوافر

أياد أفارتها أياد كريمة

أنافت على غُرّ الغوادي البواكر

بها افتخرت أمّ البلاد وشمرت

بنوها لانهاض الجدود العواثر

وأضحت إذا مدّت إلى غاية يدا

أمدّت بتوفيق من اللَه باهر

همام له في كل شأو إلى العلا

مدى دونه أقصى مجال النواظر

أجار على الأيام من عادياتها

فليس لها في عهده حظ جائر

وعم بنور العدل كل بلاده

فليس ظلام الظلم فيها بزائر

إذا ما أساس الملك بالعدل يبتني

أقام على مر الدهور الدواهر

وقد شدّ أزر الملك في مصر بالتقى

وبالدين مولاها العفيف المآزر

وأجرى بها من فيض جدواه أنعما

سحبن بأذيال السحاب المواطر

كريم السجايا واسع الفضل معرب

بأفعاله عن فضل طيب العناصر

ولوع بكسب الحمد والمجد والعلى

وبذل الأماني وابتناء المآثر

إذا هام قوم بالكؤس تديرها

بنان الحسان البيض سود الغدائر

فإن هواهفي اتخاذ صنيعة

واسداء معروف واحياء داثر

وان نام عن أمر الرعية غافل

عن الحزم أرعى قومه عين ساهر

بصير بكنه الأمر لا يستميله

وان خفى المكنون رسم الظواهر

أمولاي أدعو من قريب وأنت لي

سميع وما من غائب مثل حاضر

سأشكر من نُعماك ما أستطيعه

ولست على شكر الجميع بقادر

وأبلغ حدّ الجهد والجهد غاية

وما بعدها الا التماس المعاذر

وأدعوا بظهر الغيب لِلّه مخلصا

وليس الذي يدعوه يوماً بخاسر

وقد خوّلتني منة بعد منة

يداك بواف من نداك ووافر

وجدت على العبد الأمين بانعم

مواردها موصولة بالمصادر

فما تنقضي نعماء إلا وصلتها

بأمثالها تترى إلى غير آخر

وقد ما قد استخلصتنا من يد الردى

وقد ظفرت أظفاره بالحناجر

ولج العدى في لجة بعد لجة

من المين لم تخطر لدينا بخاطر

فألهمك الرحمن ما كان مضمرا

من الحق تجلوه بنور الضمائر

فراسة معمور من اللَه قلبه

بنور هدى مستودع في السرائر

ولولاك كنا في فم الغدر مضغة

فريسة ناب في المقاتل غائر

تروح علينا الحادثات وتغتدي

بكل خفيّ من سطاها وظاهر

فكفكفت عنا العاديات تردّها

بكفك عنا قاصرات الأظافر

وعلمتنا كيف النهوض إلى العلى

وكيف الترقي في مراقي المظاهر

وكيف يلذ المجد طعماً وتجتني

ثمار المعالي من غروس المفاخر

وأوليتنا الآمال نقتاد سربها

بأرسانهاطوع المنى والخواطر

اذا ما اشتهينا من ذرى العز موضعاً

تقاصر عن ادراكه حدّ ناظر

مننت بأعلى منه ثم شفعته

بآخر أرقى في العلاء وآخر

فلا زلت للدنيا جمالا وللورى

كما لا وللاسلام نور بصائر