كتابي توجه وجهة الساحة الكبرى وكبر

كتابي توجه وجهة الساحة الكبرى

وكبر اذا وافيت واجتنب الكبرا

وقف خاضعاً واستوهب الاذن والتمس

قبولا وقبل سدّة الباب لي عشرا

وبلغ لدى الباب الخديويّ حاجة

لذي أمل يرجو له البشر والبشرى

لدى باب سمح الراحتين مؤمّل

صفوح عن الزلات يلتمس العذرا

كريم تودّ السحب فيض بنانه

إذا أرسلت أنواء وابلها غُزرا

ويستصبح البدر التمام بوجهه

فيلحظ عين الشمس من بعد مشزرا

ويخجل ضوء الصبح وضاح رأيه

اذا ما ادلهمّ الخطب في خُطّة نَكرا

تنوء الجبال الراسيات بحلمه

اذا طاش ذو جهل لدى غيظه قهرا

عزيز أعز اللَه آية ملكه

بتوفيقه حتى أقام به الأمرا

يراقب رحمن السموات قلبه

فيرحم من في الأرض رفقاً بهم طرّا

مليكي ومولاي العزيز وسيدي

ومن أرتجى آلاء معروفه العمرا

لئن كان أقوام عليّ تقولوا

بأمر فقد جاؤا بما زورا نُكرا

وان سعاة السوء أنزل فيهم

علينا إله العرش في ذكره ذكرا

وعلمنا أن نستبين مقالهم

ونأخذ منهم في مساعيهم الحذرا

وسامهم وسم الفسوق لحكمة

قضى حكمها للهُجر من قولهم هجرا

حلفت بما بين الحطيم وزمزم

وبالباب والميزاب والكعبة الغرّا

وبالروضة القدسية السدّة التي

أجلّ لها الرحمن في ملكه قدرا

وبالزائريها يرتجون مليكهم

لما فرّطوا في العمد والخطأ الغفرا

وبالصلوات الخمس يرجى ثوابها

وبالصوم يوليه الحفيّ به الشهرا

لما كان لي في الشرّ باع ولا يد

ولا كنت من يبغي مدى عمره الشرا

ولا رمت إلا الصفو والعفو والولا

بجهدي لا أمرا أحاوله إمرا

ولكنّ محتوم المقادير قد جرى

بما اللَه في أمّ الكتاب له أجرى

وفي علم مولاي الكريم خلائقي

قديماً وحسبي علمه شاهداً برا

أتذكر يا مولاي حين تقول لي

واني لأرجو أن ستنفعني الذكرى

أراك تروم النفع للناس فطرة

لديك ولا تبغي لذي نسمه ضرا

فذلك دأبي منذ كنت ولم أزل

كذاك ورب البيت يا سيدي أدرى

فإن كنت قد أثرت ما قال قائل

ففي عفوك المرجوّ ما يمحق الوزرا

فعفواً أبا العباس لازلت قادراً

على الأمر إن العفو من قادر أحرى

ملكت فأسجح وامنح العفو تبتغي

زكاة لما أولاك ربك أو شكرا

وهبني من تقبيل يمناك راحة

تمنيتها أرجو بها اليمن واليسرا

وحسبي ما قد مر من ضنك أشهر

تجرّعت فيها الصبر أطعمه مرا

يعادل منها الشهر في الطول حقبة

ويعدل منها اليوم في طوله شهرا

أيجمل في دين المروءة أنني

أكابد في أيامك البؤس والعسرا

وأحرم من تقبيل كفك بعدما

ترامت بي الآمال مستأنساً برّا

ولي فيك آمال ضميني بنحجها

وفاؤك لا أرجو سواك لها ذخرا

وقد مرّ لي فوق الثلاثين حجة

بخدمة هذا الملك لم الها صبرا

أرى الصدق فرضاً والعفاف عزيمة

ونصح الورى ديناً وغشهمو كفرا

وجاوزتها لالي عقار يفيدني

كفافا ولا في الكف قد أبتغي وفرا

ولو شئت كانت لي زروع وأنعم

ومال به الآمال أقتادها قسرا

ولكنها نفس فدتك أبية

تعاف الدنايا أن تمرّ بها مرّا

فمن فقد ألفيت موضع منة

وربك لا ينسى لذي منة أجرا

فلا زلت مأمولاً مرجى مهنأ

بما ترتجيه العام والشهر والدهرا