دع الناس إن الناس توسي وتؤلم

دَعِ الناسَ إِنَّ الناسَ تُوسِي وَتُؤلِمُ

وَرَبُّكَ يَقضِي ما يَشاءُ وَيَحكُمُ

يَرى عَبدُهُ إِحسانَهُ مُتَنَوِّعاً

شَهِيّاً ولا يَشهَى وَرَبُّكَ أَعلَمُ

فكَم حالَةٍ بالعَبدِ ظُنَّت خَسارَةً

فلَمَّا تَعَدَّتهُ إِذا هِيَ مَغنَمُ

وَلاحِظ كِراماً سالِفِينَ هُمُ هُمُ

عَلى فَضلِهِم في الناسِ رِيعُوا وَأُولِمُوا

عَلى أَنَّ بعضَ الصالِحِينَ مُفَضِّلٌ

خِلافَ هَواهُ حُكمُهُ وَمُقَدِّمُ

ولِلَّهِ أَلطافٌ بِطَيِّ قَضائِهِ

أَخو الفَهمِ في أَسرارِها يَتَفَهَّمُ

فمُوسى بِقَذفِ اليَمِّ تَمَّ عُلُوُّهُ

تَرَقَّى إِلى أَعلَى الذُّرا وَهوَ مُكرَمُ

وَيُوسُفُ بعدَ الجُبِّ وَالسِجنِ حِقبَةً

حَوَى المُلكَ وَهوَ المُستَفادُ المُعَظَّمُ

وبِالصَّبرِ وَالتَّقوى تَنالُ هِباتِهِ

وَأَتقَى الوَرى عِندَ المُهَيمِنِ أَكرَمُ

فعبد العَزيزِ بنَ الفَتَى عُمَرَ الذي

إِلى آلِ عَكّاسٍ نَماهُ المُتَرجِمُ

عَهِدناكَ ذا فَهمٍ ذَكِيٍّ وَذا حِجاً

وَأَنتَ بِحَمدِ اللَّهِ حَبرٌ مُقَدَّمُ

فَلا تَكتَرِث مِمّا قَضى اللَّهُ إِنَّهُ

هُوَ الذُّخرُ وَالباغِي سِوى اللَّه يُعدِمُ