أنت مناي

حبيبتي لولا الحب والحب حبني

لما طالَ في دُنيا المحبةِ شانيا

ولا ذَرفت عينايَ في الحب دمعةً

ولا كٌنتَ يوماً للمُحبينَ هاويا

ولا كُنتَ في دوامة اللهوِ والهوى

تُحيطُ بي الأحداثُ للهمِ شاريا

حبيبتي لولاكِ ما شاقني الجوى

ولا كانَ لي قلب من الحب هاويا

ولا قَرعتَ أبوابُ قلبي قوارعُ

ولا ظلت العينان مني بواكيا

فإن غابَ عن عَيني شخصكَ إنما

خيالكَ في الأحشاء كان البواقيا

لقد كُنتَ في دُنياكَ جشَهداً وشاهداً

على من غدا يهواكِ في الحب راضيا

فَرقي لِقلبٍ قَد تحداهُ ماردٍ

ومزقه شوقًُ وصار مُعاديا

ولا ذنب لي إن قَد وهبتَ مليكتي

حياتي فذاكَ الجزءُ بعض وفائيا

فقالت وقاك الله من لطمةَ القضا

فَأنتَ مُنايا لا تَكُن لي شاكيا

فلو كُنت في حلًّ أتيتُكَ في الضُحى

على مشهدٍ بالعاديات العواديا

ولكنني والله يعلم أنني

رهينةَ حُب ضَلَ في القلب خافيا

فلا تحسبنّ البُعد نوعاً من الجفا

ولو صَحَ هذا ما كَشفتَ رِدائيا

عتَبتكَ في شعري وشعركَ قائلُ

عسى ومتى ألقى المُنى والأمانيا

فَكُن مُطمئناً وأرشف الشهدَ من فمي

فأنتَ حياتي يا حياة لِقائيا