جد لي بالوصال

لا تسألي عني الطيور فإنني

أصبحتُ من نظر الطيور غيورا

حتى ولو طال الِبِعاد فإن لي

أملاً ثريا في البِعاد صبورا

لا تتركيني في الديار مُعذباُ

أطأ الديار مُحيراً مذعورا

قد كُنتَ أُدِعُ في النسيم رسائلي

عَلّي أرى منك الوداد سطورا

إني وإن عشتَ الزمان مُشرداً

أجدُ النعيم مع الحياة قُبورا

قد ذَقت من ألم الهوى وهوانهُ

ولقيتَ من حُب الحبيب قشورا

لا تعجبي إن قد رأيتِ من الهوى

أو قد سمعتِ لِحبُنا مسحورا

لولا الغرام لما علمتَ بأنني

ما عشتُ إلا كي أضمُ زهورا

فبِذا الغرام تعبت حتى ظنني

من كان حولي مُرهقا محظورا

ويطيبُ لي أن قد سكنت كويخةً

ومعي الحبيب فلا أُريد قصورا

يادهر جد لي بالوصال فإنني

أصبحتَ من نظر الطيور غيورا