خذي بيدي

سألتُكِ يامن كُنتِ للعينِ جوهرا

وللقلب منظاراً وللحُسنِ منظرا

سألتُكِ أن تُبقي عليَ لأنني

لقيتُ الذي هَدّ الكيان وأبهرا

رأيت من الإحسان حُسناً وحُسنكِ

أراني معاني الحُسن فيكِ ونوَّرا

فديتُكِ لو يُرضيكِ وجهكِ قُبلتي

ليممتهُ حتى ولو كان مُنكرا

فديتُكِ جودي بالرجا لي وهلهلي

وقولي لِمن قد راح ينشُر ما جرى

عفوتَ عن المشكوك فيه وخلتهُ

خليلاً لأني كُنتُ بالحب أخبرا

ويكفيني أن نالت عيوني إبتسامةً

مُصوبة نحو الفؤاد لكي يرى

فما حيلتي أنْ قد حُرمت من الهنا

وما العُذر إن قارٍ قرا لي ألم ترا

لقد جَفت العينان من هول صدِها

وحاربها نوم من الهجر قد سرى

وأضناني هواها وإعتلتني وساوسُ

وناديت يا من كُنتِ للعين جوهرا

خُذي بيدي لا تترُكيني مُعذبا

فقد كان قلبي من هواكِ مفطَّرا

فلما رأت ما حَلَ بي من وِدادِها

وما نابني من صدِها لي وصوَّرا

ترامت على صدري وضماً بِأذرُعي

وقالت لكَ العلياء لا تنسى مظهرا

تجلد فإني قد قَهرتُكَ في الهوى

ولكن لِعلمي كُنت مِلقهرِ أكبرا

تعال لِحُبي نحنُ في الحب قطعةً

وقد كُنا في عين المُحبين منبرا