لم يذب أبدا

آه على من غَدت بالحب تُسقيني

غمزاتُها بِرموش العين تسبيني

يا ليلة العُمر قد سارت إليَّ بِها

تمشي الهوينا بحب كاد يفنيني

تاهت بِمقدَمِها روحي وحق لها

من أن تتيه لِقلب عاد يرويني

ثوابُها عند رب البيت مغفرةً

لَما إنثنت بِثياب العز توليني

جادت بِمكرمةً من أصلِ كارِمة

من بعد يأس غدا بالبُعد يبكيني

حلَّفتُها بِرموش كُنت أعبِدُها

أَنْ تستعيد مرايا الأمس والحينِ

خَلت مُخيلتي من غيرها ومضى

قلبي يُناشد من أمست تُناجيني

دعي العواذل حتى لا يُتاح لهم

يوماً من العُمر فيه الدس ينئيني

ذابت جِبال وحبي لم يَذب أبداً

حتى ولو مات قد يحيا بِتأبيني

رامَ العدو وقد رامت أوائله

فك الحزام الذي بالحب يعليني

زاغت نفوسهم من صفونا وغدوا

يَبدون نُصحاً ولكن لم يفد فيني

سألتهم بَعد مرٍ لا أطيق له

صبراً جميلاً إلام الجور يبليني

شاءت يد الدهر أن تثني تحزبهم

من صدق ودي غَدت بالود تنبيني

صارحتها بودادي بعد ما بَرقت

منها الثنايا بِبَسم كاد يكويني

ضَم الوِداد فؤاداً عاش في ظمأ

من الأحبة والأحباب تقصيني

طالت ليالي الهوى والحب مُرتعش

حتى بدت وعلى الأحباب توصيني

ظن العواذل أني منهمُ وَجِلٌ

قَد خابَ ظنهم حيثُ الهوى ديني

عاداتهم كبت قلب عاشق دَنِفٍ

ولم يُبالوا بِود الشدِ واللينِ

غارت نفوسهم من بعد ماعلِموا

أنَ التمسكُ بالأحباب يُعليني