الشهيد عمر المختار رائد الثوار

أَبْصَرَتْ مِنْ عُمْرِ الْمُخْتَارِ مَا أَثْرَوْا

عَنْهُ وَأَحْفَادِهِ صَارُوْخُهُمْ حَجَرٍ

الْحَامِلُوْنَ عَلَيَّ أَكْتَافِهِمْ لَهَبَا

يُفْنِيَ الْغُزَاةَ وَمَنْ فِيْ بَغْيِهِمْ فَجَرَوْا

رَأَيْتُ أَبْطَالِ (حِطِّيْنُ) امْتَطُوا شُهُبَا

طِفْلٌ الْحِجَارَةِ فِيْهَا الْضَّيْغَمُ الْحَذَرَ

(فِيْ عَيْنٍ جَالُوْتَ )لِلْثُّوَّارِ وَثَبِّتْهُمْ

فِيْهَا الْكُمَاةُ لْجَيْشِ الْبَغْيُ قَدْ دَحَرُوْا

وَفِيْ مَعَارِكَ أُخْرَي أَشْبِل وَثَبِّتْ

تَسْتَلْهِمُ الْغَيْبِ نَصْرا عَنْهُ مَا قَصَّرُوْا

رَأَيْتُ فِيْهِمْ شَبَابا ثَائِرِيْنَ فُدِيَ

لَهُمْ نِضَالٌ بِهِ الَّاجْيَالْ تَفْتَخِرُ

وَفِيْ كَتَائِبَ جُنْدٌ الْعَرَبِ أَلْوِيَةٍ

مُدَرَّعَاتِ وَفِيْ اعْماقَهُمْ وَطَرَ

كَأَنَّهُمْ أَسَدٍ غَابَ فِيْ حَمَائِمِهُمْ

( طَيْرٍ الَابَابِيلَ ) لِلْاعْدَاءِ قَدْ حَصَرُوْا

أَبْطَالَهُمْ وَثَبَاتَ الْنَّصْرُ تَجْمَعُهُمْ

(وَهُمْ أُلُوْفٌ) لَدَيَّ أَيْمَانُهُمْ ظُفُرٍ

أَوْ كَالَّنُّسُوْرِ قَدْ انْفَضَّتِ فِيالَّقَهَا

تُدَمِّرُ الْبَغْيُ لَاتُبَقِي وَلَا تَذَرُ

لَهُمْ مَوَاقِعٌ بِاسْ يَعْرِفُوْنَ بِهَا

إِنَّ زَمْجَرَتْ نَارُهُمْ لَمْ يُعُرُّهُمْ خَوْرَ

يَفِدُوْنَ أَوْطَانِهِمْ بِالْرُّوْحِ فَجَرَهَا

مَوْتَا عَلَيَّ غَاصِبٌ أَوْ ثَلّةً غَدَرُوْا

وُجُوْهِهِمْ كُسِرَاجِ الْأَفْقِ سَاطِعَةٌ

فِيْهَا الْفَخَارِ لِمَنْ فِيْ امَّتِيْ فَخَرُّوا

أَلَمْ يَكُنْ عُمَرُ الْمُخْتَارُ عِلْمُهُمْ

بِاسْ الْإِرَادَةِ إِنْ حُفَّتْ بِهَا الْغِيَرُ؟

رَأَيْتَهُمْ فِيْ (أَرِيْحَا) ثُمَّ غَزَتْهُمْ

يَأْبَوْنَ أَنْ يَقْهَرُوْا وَالْحَقُّ مُّنْتَصِرٌ

وَفِيْ (ثَرِيٌّ الْقُدُسِ ) أَشْبَالِ مُعَوَّدَةٍ

أَلَا يُخَلِّ بِهَا نُصِرَ وَلَا ظُفْرٌ

كَانَ صَخْرٍ الْثَّرَيَّ أَمْسِيَ يُنَاصِرُهُمْ

إِذْ أَنَّهُمْ لِلفُديّ أَرْوَاحُهُمْ نَذَرَوَا

مُنَاضِلُوْنَ لَهُمْ فِيْ الْحَرْبِ تَجْرِبَةٍ

تَعَنُوْا لَهَا الْبَيْضَ وَالَصَارُوخٍ يَنْتَحِرُ

مُدَرَّبُونَ عَلَيْ عِلْمٍ وَتَبْصِرَةً

تَسْتَلْهِمُ الْبَاسَ مِنْ شَيْخٍ لَهُ بَصَرُ

يَحْتَالُ لِلْضَّرْبَةِ الْكُبْرَيَ يُّصَوِّبُهَا

( شُوَاظٌ نَارٍ)عَلَيَّ الْأَعْدَاءِ يَسْتَعِرُ

تُحَرَّفَا لْقِتَالِ أَوْ مُهَاجَمَةِ

يَبْغِيَ اقْتِنَاصِ عُدَاةَ بِالْهَدْيِ كَفَرُوَا

هَبَّتْ أَعَاصِيْرِهَا حَرْبٍ مُزَمْجِرَةٌ

تَؤُزُّ بِالْثَّأْرِ لَمْ يَخْمَدِ لَهُ شَرَرٌ

(كَتَائِبَ الْقُدُسِ) مِنْ حَيْفَا لِنَّاصِرَةِ

(لطُوَلْكْرّمْ)هُمْ الْأَحْفادُ تَنْتَصِرُ

كَمْ دَمَّرُوُا مِنْ عَدُوٍّ بِاسْ قُوَّتِهِ

وَطَائِرَاتٌ لَهُ أَوَدِيْ بِهَا الْحَجَّر

أَمَّا غَدا عُمَرَ الْمُخْتَارِ قُدْوَتِهِمْ

وْثَائِرْ الْعُرْبِ لَمْ يَحْلُلْ بِهِ خَوَرٌ؟

أَلَمْ يَكُنْ قَاوِمْ الْطِّلْيَانُ فِيْ ثِقَةٍ

عِشْرِيْنَ عَاما زَهَتْ فِيْ جِيْدِهَا الْدُّرَرُ؟

كَمْ قَدَمٍ الْبَطَلُ الْمُخْتَارِ مُعْجِزَةً

ظَلَّتْ بِهَا حِقَبُ الْتَّارِيْخِ تَزْدَهِرُ؟

كَمْ ايِّدْ الْلَّهِ عَزْمِ الْبَاسِلِيْنَ بِهَا

ضِدَّ الْغُزَاةِ وَأَبْطَالِ الْفِدْيَ نَصَرُوْا

أَقُوْلُ يَا أُمَّةَ مُخْتَارُهَا فَطِنِ

قَادَ الْجَحَافِلُ فِيْ الِادْغَالَ تُغْتَمَرْ

يَا شَيْخَنَا يَا أَبَا الْثُّوَّارِ فِيْ وَطَنٍ

فِيْهِ الْنُّبُوَّاتِ مِنْهَا لِلْهَدْيِ أَثَرِ

أَلَمْ تَكُنْ قَائِدَا لِلثَّائِرِينَ عَلَيَّ

عَسَفَ الْطُّغَاةِ وَمِنْهُمْ لِلْعِدَا نَذَرَ؟

يَالَيْتَنَا الْسَّاكِنِ الاجَامِ وَشُحِّهَا

دَوْحَ عَلَيْ جَبَلٍ الْخَضْرَاءَ يَنْتَثِرُ