ليلة القدر

لِي فِيْك مَا قُدِّر الْرحَمْن لَي وَطَر

وَبِي رَجَاء لَعَفُو الْلَّه يُنْتَظَر

يَا لَيْلَة أَلْف شَهْر أَنْت دِرَّتَهَا

وَأنْت خَيْرٌ: وَفِيْك الْعَفْو مُنْتَظِر

فِيْك الْتَّجَلِّي عَلَي خَلَق رَحْمَتِه

وَفِيْك يُرْجَي الْهُدْى وَالذَّنْب يُغْتَفَر

أَلَم يَقُل فِيْك رَبِي فِي مَنْزِلَه ِ

مِن أَلْف شَهْر سَمَت مِن فَضْلِهَا ذِكْر؟

تَنَزَّل الْمَلِك الْرُّوْح الْامِيْن بِهَا

وُحَفَّهَا الْأمْن لَم يَحْلُل بِهَا كَدَر

وَقَال فِيْهَا سَّلامِ مِن بِدَايَتِهَا

حَتَّي يُلَوِّح شُعَاع الْفَجْر يَنْهَمِر

كَم سَال فِيْهَا سَلَام فِيْه مَرْحَمَة

وَأَنْعَُمُ ُالْلَّه لَايُحْصَى لَهَا صَدَر

فِي الْبَدْء مَرْحَمَة فِي الْوَسَط مَغْفِرَة

وَفِي نِهَايَتِه عَتَق وَمُغْتَفِر

يَالَيْلَة يُفَرِّق الْأَمْر الْحَكِيْم بِهَا

وَفِيْك يُرْجَى لَأَعْمَال الْوَرَى ثَمَر

لِي فِي سِجِلّك نُوْر اسْتَضِئ بِه

مِن ظُلْمَة لَيْس فِي اّفَاقَهَا قَمَر

حَمَلْتَه بِيَقِيْن لَا مِرَاء بِه

وَبَيْن جَنْبِيّ مِنْه الْقَلْب مُّنْبهَر

قَد ضَم صَالِح أَعْمَالِي وَمَا حَمَلَت

يَدَاي إِذ عَنْه حُجْب الْغَيْب تَنْحَسِر

حُرُوْفِه كَلِمَات بِالشَّذِى عَبَقَت

بِرَوْضَة دَوْحِهَا مُخْضَوْضِر عِطْر

غَرَسْتُهَا فِي رِيَاض الْخُلْد لِي أَثَرَا

أَرْجُو بِه وَجْه رَبِّي وَهُو مُدَّخَر

يَالَيْلَة شَرَف الْشَّهْر الْعَظِيْم بِهَا

وَنَزَلَت فِيْه مِن آي الْهُدى سُوَر

تَضَمَّنَت فِي كِتَاب فِي بَلَاغَتِه

حَار الْأَنَام وَهَيْض الْجِن وَالْبَشَر

كِتَاب رَبِّيَ لَا يَأتِيّة بَاطِلِهِم

أَنِّى يَزِيْغ بِه عَن قَصْدِه بَصَر؟

لَم يَسْتَطِيْعُوْا بِه إِتْيَان عَالِمُهُم

بِسُوَرَة مِنْه مِن لاّلائِهَا بُهِرُوا

فِي قَوْلُه الْفَصْل لَا رَيْب يُمَازِحُه

وَفِيْه نُورٌ وَفِي اّيَاتِه عَبْر

قَد فَاض تَنْزِيَلْه فِي لَيْلَة عَظُمَت

قَدْرا وَفِيْهَا تُوَارِى الْخَوْف وَالضَّجَر

فِيْهَا مَلَائِكَة وَالْرُّوْح قَد نَزَلْت

بِالْأَذَن مِن رَبِّهَا بالْخَيْر تَأْتَمِر

لِمَطْلَع قَد سَاد الْسَّلام بِهَا

فَلَم يُخَالِط سَنَّا إِشْرَاقِهَا كَدَر

فِيْهَا الْتَّجَلِّي عَلَى خَلَق بِرَحْمَتِه

وَعَتَق اسْرِى بِافَاق الْسَّمَا ذُكِّرُوْا

ذُنُوْبِهِم فِي بِحَار الْعَفْو سَابِحَة

فِي شَهْر بِرَبِّه الأثام تُغْتَفَر

اطْلِقَت فِيْهَا رَجَائِي بَيْن سَاحَتَه

لَعَلَّنِي بَيْن مَن فِي ظِلِّه حُشِرُوا