أبقى الرسيم من الركاب رسوما

أبقَى الرَّسِيمُ من الرِكابِ رُسُوما

تخفَى فتُشبِهُ سِرَّكَ المَكتُوما

وأراكَ ما يَجني الفِراقُ جِنايةً

إلا أخَذتَ بِها المهارَى الكُوما

وإذا اشتِياقُكَ جارَ جرت فقدتَها

مَظلُومَةً أو يُنصِفَ المَظلُوما

وعزَمت فاستَفرَغتَ عزماً لاقِحاً

لو لم تكُن أُمُّ السُّلُوِّ عَقِيما

ومُحجَّبٍ خافُوا عليهِ ولو بَدا

للنَّاسِ كانَ الخَوفُ مِنه عُمُوماً

تُلقِي العُيونُ على النُّفوسِ حَديثَهُ

وتُرجَّع التَّوقِيفَ والتَّفهِيما

حتَّى إذا عَرَفته صارَ حَوادِثاً

وتَرى هُناكَ القَبضَ والتَّسلِيما

فكأنَّهم فيما أساؤوا أحسَنُوا

حَجَبُوا بحَجبَتِهِ الرَّدى المَحتُوما

مُدُّوا عَلى وَحشِ الفَلاةِ سُرادِقاً

إنِّي أراهُ إذا رَأيتُ الرِّيما

ومُعرّضٍ للطَّارِقينَ بِبَيتِهِ

طُولَ الزَّمانِ وما يُعدُّ كَرِيما

رُحنا وأطلَعتِ السَّماءُ نُجُومَها

وسَعَى فأطلَعَ في الكُؤوسِ نُجُوما

قلتُ ارمِها في كلِّ قَلبٍ جَذوَةً

قد صارَ شَيطانُ القُلوبِ رَجيما

فكأنَّها مِن نارِ إبراهيمَ أو

دارَت عَلى ذِكرِ ابنِ إبراهِيما

فَتَذاكروا شِيماً غرسنَ مكارِماً

لو يُعتَصَرنَ لَخِلتَهنَّ كُرُوما

ثمَّ انتَشَوا بَحديثِ أمسِ وما مَضَى

فكأنَّهم وجَدوا بِه المَعدُوما

وإذا جَرَت مَجرى الشَّرابِ صِفاتُهُ

لم تَلقَ إلا ساقِياً ونَدِيما

ولأجلِ ذلكَ ما بَلغتُ بِمَدحِهِ

إلا إلى أن أعلَمَ المَعلُوما

وإِذا ظَننتُ بأَنَّني استَحدَثتُهُ

ألفيتُ مَن عَرفَ الحَديثَ قَدِيما

ومناقبٍ أجريتُ شِعري بينها

ليُكمِّل التَّوزِيعَ والتَّقسِيما

ورَأيتُه عَن حَملِ ذلكَ عاجِزاً

فَعذَرتُه ورَجَعتُ عَنه مَلُوما

بينَ الرِّئاسَةِ والسِّياسَةِ مَنزلٌ

أصبَحتَ وَحدكَ في ذُراهُ مُقِيما

وَجَعلتَ تَفعَلُ مثلَ ما فَعلَ الألى

منهُ فَتَتَّخذ الخُطُوبَ خُصُوما

ولَو اقتَصرتَ عَلى القَديم كَفى العُلى

إنَّ القَديِمَ لَيُوجبُ التَّقدِيما

للحادِثاتِ مَعي حَديثٌ مُبهَمٌ

أضحَى النَّهارُ عليَّ مِنه بَهيما

وصِناعَتي عَربِيَّةٌ وكأنَّني

ألقَى بأكثرِ ما صَنَعتُ الرُّوما

فَلِمَن أقولُ وما أقولُ وأينَ بِي

فأسيرَ أو لا أينَ بِي فأُقيما

وإِذا شَكوتُ إلى امرِىءٍ ما حَلَّ بي

وأَقولُ يغضَبُ أن أراهُ حَلِيما