أترى بثار أم بدين

أتُرَى بثارٍ أم بدينِ

عَلقَت مَحاسِنُها بعَيني

في خَصرِها وقَوامِها

ولحاظِها ما في الرُّدَيني

وبوَجهِها ماءُ الشَّبا

بِ خَليطُ نارِ الوَجنَتَينِ

بكرَت عَليَّ وقالَت اخ

تَر خَصلَة من خَصلتينِ

إمَّا الصُّدُود أو الفِرا

ق فليسَ عندِي غيرُ ذَينِ

فأجَبتُها ومَدامِعي

تَنهلُّ فوقَ الوَجنَتَينِ

لا تفعَلي إن حانَ صَد

دُكَ أو فِراقُكِ حان حَيني

فكأنَّني قُلتُ انهَضِي

فَمضَت مُسارِعةً لِبَيني

ثم استَقَلَّت أين حَلَّت

عِيسُها رُميَت بأينِ

ونوائبٍ أظهَرنَ أي

يامي إليَّ بِصُورَتَينِ

سَوَّدنَها وأطَلنَها

فرأيتُ يوماً لَيلَتَينِ

هَل بعدَ بَينِكِ مَن يُعَر

رِفُني النُّضارَ من اللُّجَينِ

ولَقَد جَهلتُهما لبُع

دِ العَهدِ بَينهما وبَيني

مُتَصرِّفاً بالشِّعرِ يا

بئسَ البِضاعَةِ في اليَدينِ

كانَت كذلِكَ قبلَ أن

يَأتي عَليُّ ابنُ الحُسَينِ

فاليومَ حالُ الشِّعرِ ثا

لِثةً كَحَالِ الشِّعرَيَينِ

أغنَى وأعفَى مَدحَه ال

عافينَ من كَذبٍ ومَينِ

فتَمتَّعُوا من مالِهِ

وصِفاتِه بالحُسنَيَينِ

وإذا لَقيتَ لَقِيتَ سَم

حَ الخُلق سَمحَ الرّاحتَينِ

فيكادُ يَبكي رَحمَةً

للعُدمِ بينَ سَماحَتَينِ

ولرُبَّ ذي مالٍ وَلَي

سَ يَداهُ بالمَبسُوطَتَينِ

إنَّ الإمامَ إذا رَمَى

بكَ ما وراءَ الرّقَّتَينِ

علِمَ العِراقُ وأهلُهُ

أن ليسَ خَطبهُما بهَينِ

ماذا أؤثِّرُ في ثَنا

ئِكَ وهوَ مِلءُ الخافِقَينِ

أَأُحِيطُ بِالبَحرِ المُحي

طِ بعيد بَينَ السَّاحِلَينِ

أم أرتَقي حتَّى أثا

لِثَ بالمَديحِ الفَرقَدَينِ