أخيلت للصب أشواقه

أخيَّلَت للصبِّ أشواقُهُ

وصلَكَ أم طيفُكَ طراقُهُ

كيفَ ولا جَفنٌ لَه ساعةً

من لَيلةٍ يُمكنُ إِطباقُهُ

بكى لَه لمَّا نَأى رَحمةً

حادِيه للبَينِ وسوَّاقُهُ

ودَمعُ عَينَيكَ حَبيسٌ عَلى

سِرِّكَ لا يَحسُنُ إِطلاقُهُ

وعِندَه أنَّ عليلَ الهَوى

فِراقُ من يَهواهُ إِفراقُهُ

حتَّى إِذا ما شَحَطَت دارُه

واعتَرضَ العَهدُ ومِيثاقُهُ

عَنوَن قِرطاساً طَواهُ عَلى

قَوادِحٍ فيهنَّ حُرَّاقُهُ

من مُغرَمٍ تحِمل أَحشاؤه

أَضعافَ ما تَحمِلُ أَوراقُهُ

لَم يَتَمكَّن قَطُّ من قُبلةٍ

إِلا مَلولُ القَلبِ ذَوَّاقُهُ

فَما لَه يَخلو وَقَد كانَ مَن

خَلَّفَه يَخلو وعُشاقُهُ

يَطمَعُ مِنه في الهَوى بِالوَفا

كأنَّهُ المَجدُ وإِسحاقُهُ

كِلاهُما صاحبُه عِندَه

طَوعاً إِلى ما شاءَ يَشتاقُهُ

بِلا مَلالٍ مِنهُ يَعتادُهُ

ولا اشتِغالٍ عَنه يَعتاقُهُ

فَتىً نَفى الإِملاقَ عَن أهلِهِ

بالجودِ حتَّى خِيفَ إِملاقُهُ

يَلقَى نَداهُ الدَّهرَ مُستَرزِقاً

وسائِرَ العافينَ أرزاقُهُ

فقُل لِمَن وافاهُ يَقتادُه

من نَكباتِ الدَّهرِ إشفاقُهُ

لا يُحسنُ الدَّهرُ وَعيداً أَتى

إِرعادُهُ فيهِ وإِبراقُهُ

فإِن تَعالَت عَنكَ هِمَّاتُه

فقَد تَدانَت منكَ أَخلاقُهُ