أرأيت دارهم أولئك معشري

أرأيتِ دارَهُم أولئكَ مَعشري

إن كنتِ ناظِرةً لنفسكِ فانظُري

ويكونُ طرفُك في كفالةِ ما رمى

فأصابَني فإذا بَرِئتُ فقَد بَري

ومُدامةٍ صفراءَ مَدَّ شُعاعُها

فرأيتُ كُلاً في قميصٍ أصفَرِ

شَقراءُ تجمع في أواخِرِ جَريها

مرَحاً فَكم مِن راكبٍ مُتَقَطِّرِ

الراحُ رائحةٌ بليلٍ مُشمِسٍ

ومديرُها غادٍ بِصُبحٍ مُقمِرِ

وكأن عَيني إذ بكَت لوَداعِه

زُفَّت إليهِ بثوب لاذٍ أحمَرِ

فكأنَّها وكأنَّ كفَّ سَلامةٍ

يَتَساجَلانِ بواكفٍ مُسحَنفِرِ

لكنَّ في جُود ابنِ يَحيَى نهلة الص

صَادي وفيه ثَروةٌ للمُقتِرِ

ومَتى ذممتُ الدهرَ بعد لِقائِه

وعطائِه فعليَّ حدُّ المُفتَري

من مَعشرٍ يتخيَّرون كلامَهم

حتَّى كأنهم تجارُ الجَوهَرِ

وكأنَّما أقلامُهم من حِذقِها

بالفَتكِ فَضلاتُ القَنا المُتكسِّرِ

مازلتُ منتظراً قدومَك أشهُرا

فوصلتَ ثم وصلتُهنَّ بِأَشهرِ

ونَسيتَني فَنَسيتُ نَفسي تابِعاً

عَجباً لِذا من ذاكرٍ مذكِّرِ

والشكرُ بائِعُه بحيثُ رأيتَني

والمُشتري أبداً بحيثُ المشتَري