ألا أشكو إليك نعم سأشكو

ألا أَشكو إليكَ نَعم سأَشكو

فأوسِع حينَ توسعُني استِماعا

تأمَّل صَفحتي إني إذا ما

شكوتُ كشفتُ عَن وَجهي القِناعا

وقد آليتُ أن ألقَى الليالي

بِأطولَ من نَوائِبهنَّ باعا

وتلكَ أليَّةٌ برَّت فصرَّت

تُضاربُنا دعوتُ لها سِباعا

فتىً أمرَتهُ همَّتُه فأَمسى

مُطيعاً ثمَّ صارَ بها مُطاعا

وقَد تُدني الفتَى بَعد ارتفاعٍ

خلائِقُه فيزدادُ ارتِفاعا

وكم مُتَهجمٍ من رَيبِ دهرٍ

نصحتُ له فظنَّ بيَ الخِداعا

وقلتُ له تعرَّض للعَوالي

غداةَ الروعِ واجتَنب اليَراعا

عصَى فهَوى فقلتُ له أقِلني

تَعدَّى النُّصح موضعَه فَضاعا

أبا الفرجِ اتَّخِذني بعضَ من قَد

صَرفتَ إلَيه هَمّاً واصطِناعا

أكادُ أظلُّ في جَنباتِ بَيتي

ويَملأُ ذكري الدُّنيا سَماعا