أما بهواه تيمني هواه

أما بِهَواهُ تَيَّمَني هَواهُ

فكَم يَرضَى ويُسخِطُه رِضاهُ

لئِن أخَذَت جَوارِحُهُ بجَورٍ

فَما أخذَت بجَورٍ مُقلَتاهُ

وإن لم يُبدِ غيرُهُما غَراماً

فإنَّهما اللَّتانِ استَدعَتاهُ

كَذا الأَعضاءُ ليسَ يَبوحُ مِنها

بسِرِّ الحُبِّ إلا مَن جَناهُ

أآمِرَتي بصَبرٍ إنَّ صَبراً

أمَرتِ به يعوِّضُ ما نَهاهُ

أراكِ أقَمتِ عَدلاً قَد تَناهَى

لوَجدٍ ليسَ يُعرفُ مُنتَهاهُ

ذَريني والَّذِينَ نأوا بقَلبي

إذا لا تَقدِرينَ عَلى سِواهُ

زَهَوا فتجنَّبوا دَلُّوا فَمَلُّوا

دُعُوا فتمنَّعوا مَلَكُوا فَتاهُوا

وغانِيةٍ لَها في كلِّ قلبٍ

على سُوءِ الصَّنِيعَةِ فيه جاهُ

إذا اختلَفَت مَساوِئُها مَحَتها

محاسِنُها الَّتي فِيها اشتِباهُ

كأخلاقِ ابنِ إبراهِيمَ لمَّا

سَقَى زهَراتِ رَوضَتِها نَداهُ

لَحا ويَكادُ يَستَعفي فلَمَّا

رأى جَدوى يَديهِ مَن اعتفاهُ

وأصبحَ في رَجاهُ يُحيطُ مِنهُ

بأمرٍ ما أحاطَ بهِ رَجاهُ

أبا نَصرٍ فَتى المَجدِ الَّذي لا

يحلُّ مكانَه إلا فَتاهُ

يُنادِيني بفَضلٍ لا يُنادي

بهِ بينَ الأنامِ أخٌ أخاهُ

ولفظٍ مثلِ عَذب الماءِ يروَى

به الصَّادِي إذا الصَّادي رَآهُ

ويُخجلُكَ السَّنيُّ مِن العَطايا

يَراهُ الحاسِدُونَ ولا نَراهُ