أما على كرم ابنة الكرام

أمَّا عَلَى كرَمِ ابنَةِ الكرامِ

فَلتَنزِلَنَّ بِه عَلى حُكمِي

يَأتي بِعَزمِكَ في مُصارَمَتي

فتَحلّه وتَشُدّ مِن عَزمي

وتَبيتُ تَحمي ما استَبَحتُ لَها

مِن مُهجَتي وتُبيحُ ما تَحمي

والصُّبحُ صُلحٌ أَو فَكنتُ إِذا

عُوقِبتُ أعرفُ مَرَّةً جُرمي

يا مَن رَمى فأَقامَني غَرَضاً

لا تُنكِرنَّ عَليَّ أَن أَرمي

ولَقَد عَذَرتُكَ حينَ تَظلِمُني

مِن حَيثُ ذُقتُ حَلاوةَ الظُّلمِ

لمَّا رأَيتُ النائِباتِ لَها

أَثَرٌ عَلى الصَّحناتِ كالرَّسمِ

وعَلمتُ أَنَّ الناسَ كلَّهُمُ

من كلِّ ما صَنَعَت عَلى عِلمِ

لم أُرجِع الشَّكوى وَقَد عَلِموا

فأكونَ أبعَدَهم من الفَهمِ

فَوقَفتُ أَذكرُ كلَّ مَكرُمَةٍ

سَلَفَت بِكُلِّ سَحابَةٍ تَهمِي

وبَقِيَّةٍ منهنَّ سائِلَةٍ

كالنَّجمِ يَحمِلُها أَبو النَّجمِ

لَولا جوارُ الناسِ في يَدِه

جرتِ الخُطوبُ بِها عَلى الرَّسمِ

يا لَيتَها فَعلَت وَلو فَعَلَت

ما مُنِّعَت بِسَلامَةِ السَّلمِ

وأقبَّ كالسِّرحانِ أربَعُه

تَعدو عَلى الأَعداءِ والعُدمِ

لمَّا رَكِبتَ جَعلتَ صَهوَتَه

بَينَ الفَوارِسِ مَجلِسَ الحُكمِ

في مَوقِفٍ يُقضى لجاهِلِه

يا بَدرُ فيه عَلى ذَوي الحِلمِ

حَيفاً عَلى الجاني فَواعَجَبا

لِلضَّربِ يَتبعُ حُجَّةَ الخَصمِ

لا حَزمَ عِنَدكَ كلَّما بَخِلوا

ويُلقِّبونَ البُخلَ بالحَزمِ

ومناقِبٌ بَلَغَت سِعايَتُها

أَقصى بِحارِ النَّثرِ والنَّظمِ

أصبَحتَ تَستُرها وكَيفَ بِها

وطِرازُ مَجدِكَ بَيِّنُ الرَّقمِ

يُلوى بِكَ الخَطبُ المُلِمُّ كَما

يُلوى النَّجيبُ بحَلقَةِ الخَزمِ