إني تذكرت للأيام ما كانا

إنَّي تذكرَّتُ للأيَّام ما كانا

فصدَّني ما تصدَّت لي به الآنا

وجرَّ هذا الحَديثُ المُستجدُّ لها

ضَرباً عَلى ما مضَى منها وِنسيانا

فاهتِف بما شِئتَ من ذمِّ الزَّمانِ وصد

دِقني تَجِدني عَلى ما قلتُ بُرهانا

أُمسي وأُصبحُ في سجنٍ بلا غَلقٍ

دُوني ولستُ أرَى لي فيهِ سَجَّانا

مقيَّداً مُطلقَ الرِّجلَينِ لا خَشَبٌ

ولا حَدِيدٌ ولو كانا إذاً هانا

في مَنزلٍ حاصَرتني النائِباتُ بهِ

كأنَّه دارُ عثمانِ بن عَفَّانا

والناسُ لاهُونَ عنِّي ما لَهم خَبرٌ

منِّي وإن كانَ في النَّاسِ ابنُ مَعدانا

إذا خَلائقُه ألقَت عَوارفَهُ

ألقَت على نُوبِ الأيَّامِ أعوانا

وإن بَصُرتَ بهِ والقاصِدُونَ لهُ

من حَولهِ خِلتَهُ والنَّاسَ إخوانا

وكم أسرَّ عَطاياهُ فما وَجَدَت

يَداهُ عِندي لذاكَ السرِّ كِتمانا