إن يئست نفسه وإن قنطا

إن يئِسَت نفسُه وإن قَنَطا

وسرَّ بِالاعتِزالِ واغتَبَطا

فَذاك أنَّ الكرامَ قَد رَجَعوا

عن جُودِهم يحسبونَه غَلَطا

حتَّى لَقد أصبحَ السلامُ مِن ال

قاصِدِ حيفاً وردُّه شَطَطا

وأجمَعوا أمرَهُم فما خَرقَ ال

إِجماعَ إلا المطهَّرُ ابنُ عَطا

يشدُّ كَفاً عَلى الثناءِ وحس

نِ الظنِّ من كانَ مالُه فرطا

ويَحكمُ القاصِدونَ فيه كَما

يَحكمُ حتَّى كأنَّهُم خُلَطا

علَت بِه إذ دَنَت خلائِقُه

وربَّ شيءٍ يَعلو إذا هَبَطا

كيفَ يَبينُ الندى لِراجِيه

من الرَّدى بَعدَما قد اختَلَطا

كأنَّما الدهرُ حينَ خوَّلَه اس

تَثنَى عَلَيهِ بالجودِ واشتَرَطا

وما جَرَت عادةُ الزَّمانِ بِأَن

يَأتي بِخيرٍ فَما لَهُ نَشَطا