بعين الله هجرك لا بعيني

بعَينِ اللَّهِ هجرُك لا بعَيني

لعلَّ الفَرقَ بينَ النَّظرتَينِ

تردُّكَ أو تَردُّ علَيَّ صَبري

عَليكَ فإنَّها إحدَى اثنَتَينِ

وشَت بَيني وبَينَكَ لامِعاتٌ

قَواطعُ بينَ لَذَّاتي وبَيني

كقُضبانِ اللُّجَينِ مُعلَّقاتٌ

وبِئسَ الحَليُ قُضبانُ اللُّجَينِ

رَمَتني الأربَعُونَ بها فأصمَت

فصارَت تَطرِفُ المرآةُ عَيني

وما مُترنِّمٌ يَعدُو فيَحدُو

ليَقطَعَ حِينَ سفرته بحَيني

تأنَّ فإنَّهنَّ غُصونُ بانٍ

مَنابتُ غَرسِهنَّ رِكابُ بَينِ

خَلَوتَ وقَد مَلأتَ يديك فَاعطِف

لِمَملُوءِ الحَشَى خِلوِ اليَدينِ

أتأمَنُ أن نكونَ عَلى سَقامي

وبرئِك مرَّةً مُتعاقبينِ

وأنتَ تَرى النَّهارَ وما يَليهِ

عَلى ما فيهما مُتَقلِّبَينِ

كأنَّكَ قد أخَذت عَلى اللَّيالي

عُهوداً مِن سِباعِ بن الحُسَينِ

فإن تَذهَب فأنتَ إذاً طَليقٌ

لطَلقِ الوَجهِ طَلقِ الرَّاحتَينِ

لماضِي الحَزمِ ماضِي العَزمِ فيها

إذا امتَنَعت منيعَ الجانِبَينِ

دنَت أخلاقُه وعَلَت عُلاهُ

مجالِسُنا جَليسُ الفَرقَدَينِ

لِشِيمتِه وهمتِه اختِلافٌ

وليسَ يَضرُّ جمعُ الضَرَّتينِ

أتاكَ أوانُ نُسكِكَ وهو يأتي

عليكَ بما يسرُّك حَقَّتينِ

وأنتَ تَصونُ هَذا الثَّغر فيه

وصَونُكَ فائِزٌ بالحُسنَيَينِ

وما أنا مُقتَضيكَ الرِّزقَ إلا

وقد أنفقتُ جُملتَه بدَينِ

فإنَّك إن سَدَدتَ خِلالَ حالي

سَدَدتُ بما أقولُ الخافِقَينِ