جرى من النفس جار خالط النفسا

جرى من النَّفس جارٍ خالطَ النَّفسا

مِثلُ الهِلالِ ولما تَمَّ ما انتكَسا

مازال يَبعثُ لي عن عدَّتي خدَعاً

حتَّى استَجر بهنَّ السيف والفَرَسا

فحينَ لم يَبقَ ما ألحو عَليه بِه

وما ألقى به صار كالضرغام وافتَرَسا

وقد رَجَعتُ إليكُم يا بَني حَسنٍ

مُقارِباً بعدَ ذاك البُعد مُلتَمِسا

عندي حَدائقُ شُكرٍ غرسُ جودِكُم

قَد مسَّها عطَشٌ فليسقِ من غَرَسا

تدارَكوها وفي أغصانِها رَمقٌ

فلَن يعود اخضِرارُ العودِ إن يَبِسا

قد كانَ غضّاً وفيه اليومَ مَسكنةٌ

من الثناءِ وإن أغفَلتُموهُ عَسا

سيروا فإنَّ وجوهَ العيسِ واقِفةٌ

عنِّي وقوموا فإنَّ الدَّهر قد جَلَسا

ولا يُريبَنَّكم طولُ احتِباسِكُم

فالغَيثُ أحسَنُ ما يأتي إذا احتَبَسا