جفن على شوك القتادة يطبق

جَفن عَلى شَوكِ القَتادَةِ يُطبَقُ

وجوىً إلى حيثُ اللبانَةِ يَسبِقُ

ويكونُ كالظنِّ البَعيدِ لعائِدي

كَمدي فَما يَنفكُّ أو يَتحقَّقُ

أيُطيقُ كتمانَ الصَّبابةِ من له

في كلِّ جارِحةٍ لِسانٌ يَنطِقُ

وكأنَّما دَمُ قَلبِه من جَفنِه

نارٌ يَطير لَها شَرارٌ مُحرقُ

وكأنَّ وجنَتَهُ حَنيَّةُ عاكِفٍ

والدَّمعُ قِنديلٌ علَيهِ مُعلَّقُ

وكأنَّ مَدمَعَه الهَتون وجسمُهُ

باكٍ عَلى بالٍ جَزوعٌ مُشفِقُ

إلحَق سَرائركَ التي أركَبتها

نُجُب الدُّموع فإنَّها لا تُلحَقُ

لا تَعجبنَّ لِناظِري إِذا هُما

سَفَحا وفي يَدكَ الفُؤادُ الأشوقُ

فالشَّاهِدانِ الشَّاهِدان عَلى الهَوى

سَألاكَ ما فَعلَ الأَسيرُ المُطلَقُ

أنا لِلنَّوى إن لَم أشُدَّ مع النَّوى

عَزمي إِلى حيثُ التَّفرقُ يفرقُ

حيثُ الصَّوارِمُ والجَماجِمُ صُحبَةٌ

والبِيضُ بِالبيضِ الرِّقاق تُفلَّقُ

وبحيثُ عهدُ المَشرَفيَّةِ لِلطُّلى

مِن عَهدِنا لكَ بالمودَّة أوثقُ

ظُلماتُ ذي القَرنَينِ كُنَّ مَسالِكي

فَانشقَّ لي مِنها صَباحٌ مُشرِقُ

ورَأيتُ نُوراً في نِزارٍ كلَّما

ألقاهُ من وَصَبٍ وتلقى الأينقُ

وبحيثُ مصرٌ للغيوثِ كفايةٌ

بِغُيوثِ راحَتِه الَّتي تَتَدفَّقُ

يلقاكَ نورُ الحقِّ قبلَ لِقائِه

فيها وبَينَكُما دُرُوبٌ تُغلَقُ

آلُ النبِّي هُم النبيُّ وإنَّما

بالوَحي فرِّق بَينَهم فتَفرَّقوا

أبَتِ الإمامَةُ أن تَليقَ بِغَيرِهم

أهلُ الرِّسالةِ بِالإمامَةِ أليَقُ

فتَرى الأكارمَ إنَّما اكتَسَبوا النَّدى

مِن فَضلِ ما جادوا بِه وتَصَدَّقوا

وكأنَّما خلقُ العَزيزِ نشا لَهُم

من قَبل خِلقَةِ جِسمِه فتَخلَّقوا

أمطلِّق الدُّنيا ثَلاثاً بِالنَّدى

زهداً فَلَيسَت بِالثَّلاثِ تُطلَّقُ

كَم مَوردٍ مازلتَ تَشرَع مَصدري

عَنه وراياتُ العُلى لي تَخفِقُ

فأَسيرُ والحَدَثانُ لي مُستَيقِظٌ

وأعودُ وهوَ من المهابَةِ مُطرِقُ

سبَقَت لعبدِ المُحسِن الحُسنى بكُم

وبحبِّكم فَطَريقُهُ تُستَطرَقُ

ولقَد تبيَّن عَجزُهُ عَن مَدحِكُم

كلَّ التبيُّنِ وهو غالٍ مُغرِقُ