خلا طرفه بالسقم دوني يلازمه

خَلا طَرفُه بالسُّقم دُوني يُلازِمُه

إلى أن رَمَى سَهماً فصِرتُ أساهِمُه

فأصبَحَ بي ما لَستُ أدري أمِثلُهُ

بجَفنَيهِ أم لا يَعدلُ السُّقمَ قاسِمُه

لئِن كانَ أخفَى الصَّدرُ صَدّاً مِنَ الجَوى

فَفِي العَينِ عُنواناتُهُ وتَراجِمُه

ولم يُخفه أنَّ الهَوى خفَّ حَملُهُ

ولكن لأنَّ اللَّومَ ليسَ يُلائِمُه

ويا ربَّ ليلٍ قصَّر الذكرُ طُولَه

فَما طَلَعت حتَّى تَجلَّت غَمائِمُه

وما نِمتُ فيه غَير أن لَو سَألتَني

من الشُغلِ عَنه قلتُ ما قالَ نائِمُه

ولكنَّه ألَقى عَلى الصُّبح لَونَهُ

فَوالاهُ يَومٌ شاحِبُ الوَجهِ ساهِمُه

كما جاءَ يومٌ في المُحرَّمِ واحدٌ

خَبا نُورُه لمَّا استُحلَّت مَحارِمُه

طَغَت عبدُ شمسٍ فاستَقلَّ محلِّقاً

إلى الشَّمسِ من طُغيانِها مُتراكمُه

فمن مبلغٌ عنِّي أُميَّةَ أنَّني

هَتفتُ بِما قَد كنتُ عَنها أُكاتِمُه

مضَت أعصُرٌ مُعوجَّةٌ باعوِجاجِكُم

فَلا تُنكرُوا إن قوَّم الدَّهرَ قائِمُه

وجدَّد عَهدَ المُصطَفى بعضُ أهلِهِ

وحُكِّمَ في الدِّينِ الحَنِيفيِّ حاكِمُه

فَيا أيُّها الباكُونَ مصرعَ جَدِّه

دعوا جَده تَبكي عَليهِ صَوارِمُه

أيَّتها الثَّكلَى الَّتي من دُمُوعِها

إذا هيَ ناحَت للقَتيل مآتِمُه

لقَد خَسِرَ الدَّارَينِ مَن صَدَّ وجهَهُ

فَلا أنتَ مُبقِيهِ ولا اللَّهُ راحِمُه

حَرِيصاً عَلى نارِ الجَحِيم كأنَّه

يَخافُ عَلى أبوابِها مَن يُزاحِمُه

إلى مَن تَراهُ فوَّضَ الأمرَ غَيركُم

إذا أنتُمُ أركانُه ودَعائِمُه

فيا لَكَ مِنها دَولةً عَلويَّةً

تَبدَّت بسَعدٍ خاتَمُ الدَّهرِ خاتِمُه

إذا نزلَ الأستاذُ منها بجانِبٍ

فمِن جانبٍ آراؤهُ وعَزائِمُه

ومَهما اقتَضَى تَدبِيرُها كانَ ماضِياً

عَلى النَّاسِ إمَّا بَأسُه أو مَكارِمُه

بَناها عَلى ما شاءَ فَليَبنِ غيرُهُ

عَلى غيرِها ما شاءَ فالسَّيفُ هادِمُه

وكافلُها رأيَ الرَّئيسِ فَلم تَضع

لأنَّ كفيلَ الشَّيءِ إن ضاعَ غارِمُه

إذا اجتَمعَت في المُلكِ كلُّ عَظيمةٍ

فأنهضُ من تُلقَى عَليه عَظائِمُه

وما بالُ باسِيلٍ تَولَّى مُشَمِّراً

أحينَ بدَت مِن كلِّ جَيشٍ ضَراغِمُه

فألا أتاها وقفَةً دَوقَسِيَّةً

يَروحُ بها أعلاجُهُ وغَنائِمُه