رسل المدامع أبلغ الرسل

رسُلُ المَدامِع أبلغُ الرُّسلِ

وفدَت لقَلبٍ دائِم الخَبلِ

تَجري علَى صَدري ومِنه بَدت

والشَّيءُ مَرجعُهُ إلى الأَصلِ

ما العاشِقونَ وإن هُم كَثروا

في سُقمِهِم وغَرامِهم مِثلي

أنا قَبلَهُم في وَصفِ وَجدِهمُ

وهُمُ بِسَبقِ زَمانِهم قَبلي

يا مَعشَرَ العُذَّالِ مَوعِظَةً

جعلَت جَزاءَكُم على عَذلي

لا يَغتَرِر بي مِنكمُ أحَدٌ

ما كلُّ سَهمٍ نافِذُ النَّصلِ

كأسُ الهَوى والخَمرِ واحِدَةٌ

كلٌّ مُسَلَّطةٌ علَى العَقلِ

إن تَعرضوا لِلَّوم فاعتَرضُوا

من قَبله لِلأَعيُنِ النُّجلِ

فَإذا أَطقتُم ثقلَ أنفُسِكم

عن سِحرهِنَّ أطَقتُم ثِقلي

أو لا فليسَ يمرُّ لومكُمُ

فيما حَلفتُ له ولا يُحلي

يا رَوضَةَ الحُسنِ التي غَنِيَت

أزهارُها عَن عارِضٍ وَبلِ

هَل ضِقتِ عَن عَيني ونَظرتِها

فتَركتِها والدَّمع في شُغلِ

إِن كانَ بُخلُكِ قاتِلي فَغَدا

بَيني وبَينكِ قاتِلُ البُخلِ

أظنَنتِ أنَّ مَسالِكي صَعُبَت

أنَّى ومَقصِدُها أبو سَهلِ

فتكاتُه بعُداتِهِ أبداً

فتكاتُهُ بالنَّائِلِ الجَزلِ

يأتِي الذي يأتِيهِ مُعتَذِراً

بشَمائلٍ مَجموعةِ الشَّملِ

وخلائِق والجدُّ مَعقِلُها

سَهُلَت فتَحسبُها من الهَزلِ

لا تَملِكنَّ ثَناءَ زائِدهِ

فتَظُنُّه ضَرباً مِن البَذلِ