رسم علي لناظري

رسمٌ عَليَّ لناظِري

في كلِّ رسمٍ دائِرِ

طول الوقوفِ به وإن

أعيا الوقوفُ أباعِري

لمكلَّفٍ يسمُ الرسو

مَ بدَمعِهِ المتَواتِرِ

يا أوَّل الحَسَراتِ جِئ

تَ مُعقِّباً في الآخِرِ

حمَّلتَني ثِقلَ الهَوى

وحملتَ ثِقلَ سَرائِري

فشَكرتُ واحِدةً ولَس

تُ لأختِها بالشاكِرِ

ومُهَفهَفٍ كالأسمَرال

خَطيّ باتَ مُسامِري

حَتى إذا اقتصَرَ المَزو

رُ على حديثِ الزائِرِ

أنِسَ الشرودُ به وأَف

رخَ عنه روعُ النافِرِ

ولقد يكونُ النسكُ في

وقتٍ حُبالةَ فاجِرِ

إنَّ التي خلتِ العُصو

رُ لعَهدِها بالعاصِرِ

لم أجتَنبها قادِراً

إلا مَخافَةَ قادِرِ

صفراءُ تنزلُ بيتَ هم

مِكَ ما به من صافِرِ

أخذَ الصيامُ كما علِم

تَ يَدي ولستُ بغادِرِ

ألا أُجاورهُ بها

فأكون شرَّ مُجاوِرِ

ورَمى بكَلكَلهِ فيا

شوالُ شِلهُ وبادِرِ

ماذا يضرُّكَ أن تجو

رَ على الزمانِ الجائِرِ

متشبِّهاً بعليٍّ ب

نِ عمارةِ بن عذافِرِ

تركَ العيونَ سَواهماً

بيدٍ كليلَةِ ساهِرِ

طالَت وجادَ فزادَها

طولاً بِصَوتٍ ماطِرِ

ويَبيتُ ذا ثِقةٍ بذا

كَ الجودُ كلُّ مُسافِرِ

حتى كأنَّ ظُنونَهم

فيه حَمولَةُ تاجِرِ

ومولّداتٍ في الغُبا

رِ مع الزمانِ الغابِرِ

فلذاكَ هنَّ ذواتُ أب

صارٍ ذواتُ بَصائِرِ

وكأنهنَّ أصولُ أش

جارِ القَنا المُتَشاجِرِ

من كلِّ رافعةٍ لها

في الروعِ سَقطَةُ طائِرِ

حتى إذا غمرَ الهيا

جَ بها الغلامُ العامِري

نصَتَت له فأجابَ قَر

عَ الرُّمح وقع الحافِرِ

يُعطي ويُخفي فهو بال

مَعروفِ غيرُ مجاهِرِ

مَهما طَوَيتُ فإنَّه

منِّي على يدِ ناشِرِ

والسرُّ أضيعُ ما يكو

نُ مع المقيمِ السائِرِ