سر مع الوجد والأسى في طريق

سِر مَع الوَجدِ والأَسى في طَريقِ

فَقَليلٌ سُلوكُها لِلمَشوقِ

رافِقِ الفِكرَ في طَريقِ الأَماني

فَإِذا صَحَّ فَهوَ خَيرُ طَريقِ

إنَّ حُكمَ الهَوى عَلى العاشِقِ المِس

كينَ أَمرٌ بِطاعَةِ المَعشوقِ

جمعَ البَينُ لي وِصالَ فَريقٍ

بِملامٍ إِلى فِراقِ فَريقِ

وجُفُونٍ شَرِبتُ مِنها شَراباً

زادَ سُكراً عَلى الشَّرابِ العَتيقِ

ذاكَ سكرٌ نفيقُ مِنه وَما السك

رانُ مِن خَمرةِ الهَوى بِمُفيقِ

أنا مِنها كَما أَرادَ زَماني

من صَبوحٍ مُباكرٍ وغَبوقِ

أَينَ أَيامُنا بشَورانَ والعَي

شُ أنيقٌ في وَسطِ رَوضٍ أَنيقِ

وشَقيقُ الخُدودِ شقَّ قُلوباً

فاستَفادَت مِنهُ بشقِّ الشَّقيقِ

ونَديمٍ إِذا تَنفَّسَ في الكأ

سِ كَساها نَسيمَ مسكٍ فَتيقِ

نَزعَ الدَّهرُ خلَّتَينِ من النا

سِ وفاءَ الإخا وصِدقَ الصَّديقِ

كُلَّما رقَّ ماءُ وَجهي تَلَقى

وَجهَ حالي مِنه بِوَجهٍ صَفيقِ

بِأبي القاسِم العَقيقيّ نَعتَز

زُ فَإن عادَ عادَ لي بالعَقيقِ

جودُه خاطبَ الخُطوبَ فكفَّت

وهيَ لَولاهُ شرَّقَتني بريقي

ثَمرٌ طابَ عِرقُها مِن ثِمارٍ

مُخبِرٍ طيبُها بِطيبِ العُروقِ

وفَرت كفُّه مَعاليهِ لمَّا

أدَّبَتهُ في المالِ بالتَّمحيقِ

وكأنَّ العَطاءَ عهدٌ علَيهِ

فهوَ فِينا يُوفي بِعَهدٍ وَثيقِ

طلَّق المالَ كفُّه فهوَ يَلقى

كلَّ مُستَرفِدٍ بوَجهٍ طَليقِ

سوقُ مجدٍ في مِثلِه ينفقُ الشع

رُ ويَشكو الكَسادَ في كلِّ سوقِ

يا شَريفاً خَلقاً وأَصلاً ولمَّا

يَجتَمع ذا وذاكَ في مَخلوقِ

وشَفيقاً عَلى العُلى وعَلى ما

مَلكَته يَداهُ غَيرُ شَفيقِ

أيُّ دَهرٍ يكونُ مِثلُكَ فيهِ

يَبتَني عَزمَهُ عَلَى العَيُّوقِ