سقيم نهاه سقم جفنيه أن يسلو

سَقيمٌ نَهاهُ سُقمُ جَفنَيهِ أَن يَسلو

ويأمرُهُ أَن لا يُطاوِعهُ العَذلُ

فيا لكَ مِن أَمرٍ وَنهيٍ تَجمَّعا

عَلى واحدٍ ما فِيهِ عَن واحدٍ فَضلُ

لَه كُلّ يومٍ مِن صُدودِكَ لَوعَةٌ

تعوَّدَ أَن يَتلو بِها زَفرَةً تَعلو

تكرُّ علَيهِ النائِباتُ كأنَّها

طَلائِعُ خَيلٍ جاءَ يَقدُمُها الشِّبلُ

سِوى أنَّها غَدَّارةٌ كلَّما وَفى

وبينَ الوَفا والغَدرِ يومَ الوَغى فَصلُ

فتىً أن يَجر صَرفُ الزَّمانِ فَصَعدَةٌ

لَها في يَدَيهِ كلَّما اعتَدلَت عَدلُ

وإِن يَفتَخِر قومٌ عَليهِ فإنَّما

لَهُم قَولُهُم في فَخرِهم ولَه فِعلُ

مَناقِبُ يا ابنَ اللَّيثِ ضاقَت على امرئٍ

يُحاوِلُها من حَيثُ حاوَلَها الشِّبلُ

تمكنتَ من دنياكَ إنِّيَ إنَّما

دَعوتُ دُعاءً لَيسَ يقبلُه البَذلُ

ولا زالَت الأيامُ فينا بَخيلَةً

بِمِثلِكَ أَن يُقنَى وكَيفَ ولا مِثلُ