سما لك برق أو بدا لك نور

سما لكَ برقٌ أو بَدا لكَ نورُ

أو انكشَفَت تحتَ الظلام ثُغورُ

أم السكرُ من خَمر الهَوى بكَ لاعِبٌ

أفِق فلقد دارَت عليكَ خُمورُ

كأنَّكَ ما قدَّرتَ أنَّ فِراقَهم

على أخذِ ما استَبقى الصُّدودُ قَديرُ

أيَعدِلُ في عَينَيكَ سلطان دمعِها

وسلطانُ هذا البينِ فيكَ يَجورُ

غَرامٌ وشَوقٌ لَوعةٌ وصَبابةٌ

لهيبٌ ووَجدٌ رنةٌ وزَفيرُ

وإنَّ فُؤاداً يَحملُ البينُ بعضَ ذا

عليهِ ولا يأذى بهِ لَصبورُ

أتاركَتي إذ ودَّعَتني جفونُها

حَديثاً به ركبُ البلادِ يَسيرُ

تحيَّرتُ في أمري وأمرِك في الهَوى

وإنِّي لطبٌّ بالأمورِ بَصيرُ

يحث بكِ الحادي بَعيراً وهَودجاً

وما البينُ إلا هَودجٌ وبَعيرُ

وترقُبُني عينُ البَعير كأنَّه

إذا نَظرَت عَيني إليه غَيورُ

خليليَّ هذا الليلُ قد طالَ عِندنا

وليل خليلاتِ القلوبِ قَصيرُ

وقد كانَ لي منه خيالٌ يَزورني

فلمَّا مُنِعتُ النومَ كيفَ يَزورُ

وما سرَّ قَلبي أن يُعافى مِن الهَوى

وأنِّي بِلا حبٍّ يَتمُّ سرورُ

وإنِّي لَمشغولٌ عن اللهوِ في الهَوى

بخطبٍ له صمُّ الجبالِ تَمورُ

سقَى اللَهُ قبرَ الروذَباريِّ هاطِلاً

ففيهِ لأجناسِ العلوم قُبورُ

فتىً زهِدَت فيه الرَّغائب كلُّها

غَنيٌّ عن الأعراضِ وهو فَقيرُ

لئن ماتَ ما ماتَت محاسنُه التي

لها بينَ أصحابِ الحديثِ نُشورُ

أكذِّب أخبارَ النعاةِ تَزَوُّراً

على أنَّ تكذيبَ الحقائقِ زُورُ

كأنَّ العُلى مَحمولةٌ يوم حَملهِ

يسيرُ بها فوقَ الرجال سَريرُ

فلا بَرحَت عنِّي همومٌ لِفَقدِه

فإنَّ اغتِباطي بالحياةِ غُرورُ