شهد البكاء وما أتيت بشاهد

شَهِدَ البكاءُ وما أتيتُ بشاهد

ثانٍ وهل تُغني شاهدةُ واحِد

ثم انفرقتُ ولا جحدتُ هوىً ولا

ثبَّتُه عند الحبيبِ الجاحِد

ما لي أرى نارَين باطنةٌ على

كبِدي وظاهرةٌ تلوحُ لعائِدي

أيكونُ في جسمي فؤادٌ واحدٌ

فكأن جسمي في فؤادٍ واحِد

لا درَّ درُّكِ مهجةً مظلومةً

مخلوقةً لنوائبٍ وشدائِد

تلقى الخطوبَ ولا قرارَ لواجفٍ

منها ولا صدرٌ أراهُ لوارِد

هل تَعلمون فإنَّه لا عِلمَ لي

أنا بينَكم أم في حفيرة واقِد

إِني لأحسدُ بالسلوِّ ولم يكُن

قلبي على شيءٍ سِواهُ بحاسِد

أكذا سَلِمتُم من تَباريح الهوى

حتى ولا أحدٌ أراهُ مُساعِدي

ومهفهفٍ فارقتُه ودموعُه

لما التقَينا للوداعِ قَلائدي

يبكي ويسألُني المقام وإنما

خالفتُه لكَ يا ابنَ عبد الواحِد

لما سَمِعتُ بأن جودَك واقفٌ

متلهِّفٌ متعرِّضٌ للقاصِد

كم حالةٍ طرقتُه تعذَّرَ روحُها

رَجَعت بآثارٍ له وشواهِد

بَسطَ اليدين أبو الحسين منادياً

في سائر الثّقلين هل من وافِد

حتى إذا قادَ النداءُ إلى الندى

قام المقامُ له بشكرِ القائِد

ورأيتُ أولادَ الزمانِ ببابِه

فِرَقاً أتوا يشكوا عُقوقَ الوالِد

وكأن خمسَ أناملٍ في كفِّه

يوم الندى والجود خمس موائِد

طلقُ اليمينِ إذا اللئيمُ تمسَّكت

يُمناهُ بالدنيا تمسُّك خالِد

والمالُ ينفدُ والحياة كليهما

فعلام يجمعُ نافِداً في نافِد

يا حاكماً في نائِباتِ زمانِه

إنَّ النوائب حُكمنَّ معانِدي

وظُلامَتي من جَورهنَّ قديمةٌ

تَخفى وتظهرُ في متونِ قَصائِدي

لكن أتيتُ لكشفِها لك واثِقاً

أن سَوفَ تَسلكُ في مسامِع ماجِد

لا تَتركنِّي والزَّمان فإنَّني

مُستَضعَفٌ في قبضَتَي مُستَأسِد

لم يبقَ ما يتمسَّك الراجي بهِ

إلا صلاحُك في زمانٍ فاسِد