صددت ولي في الناس أهل وجيران

صَدَدتِ ولي في النَّاسِ أهلٌ وجِيرانُ

فَصَدَّهمُ عنِّي ملامٌ وعِصيانُ

فَما لِعزيزٍ منكِ قد هانَ مِنهُمُ

أما كلُّه لولا الصَّبابةُ هِجرانُ

رَأَوني شَديداً في هَواكِ فَشَدَّدُوا

عَليَّ فلمَّا لَم ألِن لهُمُ لانُوا

ذَرِيني فإنِّي شَرُّ من تَملِكِينَهُ

وكالشرِّ عندي حينَ لم يَك إحسانُ

ألستِ تَريني إذ وَفَوا بنَصِيحَتي

فعلتُ بهم ما كنتُ أفعلُ أو خانُوا

ومَوقِف تَوديعٍ عجبتُ لِنارِه

وقد غُرِسَت فيها مِن البانِ أغصانُ

وقد حَملَت أقمارَ كلِّ دُجُنَّةٍ

ولكن لشَحطِ البَينِ ما حَملَ البانُ

فَواحَرَّتا ما بالُ نارِ وَداعِهم

أقامَت مَعي ألا تَبِينَ كما بانُوا

أما كانَتِ الأيَّامُ فيما تَشُبُّها

تَخافُ عَليها أن يَجودَ سُليمانُ

فيُخمِدَها من جُودِ كفَّيهِ عارِضٌ

له هَملانٌ لا يَزالُ وتَهتانُ

أخو فِتنَةٍ قد صارَ للنَّاسِ فتنةً

بِها وكَذا المَفتونُ بالمَجدِ فَتَّانُ

وبينَهما ما لم تُكدِّرهُ فُرقَةٌ

ولم يَعترِض فيه وإن طالَ سِلوانُ

علاقَةُ حُبٍّ فارَقَتها مَسرَّةٌ

وما فارَقَت قَطُّ المحسِّنَ أحزانُ

إذا كنتَ يوماً قائلاً كان فاعِلاً

يُصدِّقُني والفِعلُ للقَولِ بُرهانُ

فليسَ يَقومُ البيتُ ما لم يَقُم لَه

أساسٌ من المَمدُوح باقٍ وأركانُ

أبا البِشرِ قِف حيثُ انتهيتَ من النَّدى

فَما جازَ هذا فهوَ جَورٌ وعُدوانُ

فإن كنتَ تَقفُو الأكرَمينَ وتَقتَدي

بهِم في الذَّي تأتي فما هكَذا كانُوا