علم الهوى أني عليها قادر

علمَ الهَوى أني عَليها قادر

يُنبيكَ أني للصَّبابةِ صابِرُ

والناسُ فيكَ مصدقٌ ومكذِّبٌ

لي في هواكَ وعاذلٌ أو عاذِرُ

ما عاينَت عيناكَ جِسماً فاتِراً

إلا وآفةُ ذاكَ طرفٌ فاتِرُ

وإذا مررتَ بناظرٍ يَبكي دَماً

أسَفاً فما أبكاهُ إلا ناظِرُ

يا ساحِر اللحظاتِ ليسَت وحدها

أنا في خَلاصي من يَديَها ساحِرُ

وإذا صَبرتُ على التَّصابي ردَّني

قلبٌ يُراوِحُني بِها ويُباكِرُ

مُستَوطِنٌ قَلبي إذا ما استَوطَنوا

ومسافرٌ معهم إذا ما سافَروا

فإذا وفَوا لي بالودادِ وفى به

وإذا هُمُ غَدروا فقلبٌ غادِرُ

وإذا استجارَ فلا تُجِرهُ من النوى

واعلَم بأنَّ المُستَجيرَ الجائِرُ

يا نائباتِ الدهر حسبُكِ فاقصِري

قَصُرت يدي ضَعفاً وقل الناصِرُ

إن كانَ همّاً واحِداً يكفيكِ لي

فالمَرعَشيُّ إذا عدَدتُ العاشِرُ

يا حامليهِ ترفَّقوا بسَريره

للَه في ذاكَ السريرِ سَرائِرُ

ويودُّ زائرُ قَبره مما به

أنَّ البلادَ بما حوَته مقابِرُ