قضى ولم يقضنا من عدله وطرا

قَضى ولم يَقضِنا من عَدله وطَرا

وكان هَيناً ملامُ المَيتِ محتَقَرا

كُفَّا فَما أقدَر الأيامَ لو فَعَلَت

عليكُم والهَوى لو وافَقَ القَدَرا

لا يُبعد اللَهُ صَبراً كان ينجدُه

ما كانَ أسرعَ ما ولَّى وما انتَصرا

ولَّيتُه في الهَوى قَلبي فَفارَقَني

وما نَهى قطُّ في قَلبي ولا أَمَرا

وكاعِبٍ عاطلٍ حلَّت مَدامعُها

عَنها قَلائِدَها لما جَرت غدرا

كأنَّما جيدُها في الحُسنِ صاغَ لها

من دُرِّهِ فأَبَت أن تحملَ الدُّرَرا

أو صيغَ من بعضِ ما أمسى يفرِّقُه

نَدى أبي الحَسنِ الأستاذِ مُعتَذِرا

مَن ليسَ يُبقي نَداهُ في خَزائِنِه

شَيئاً يُقالُ اقتَنى هَذا ولا ادَّخرا

يُبادرُ الخيلَ في الغاراتِ مُبتَدئاً

بالطَّعنِ والضربِ قبلَ الخيلِ مُبتَدرا

وذاك كَيلا يَقولَ الحاسِدون له

ما كان أسرَعَ ما ولَّى وما انتَصَرا

تكادُ يومَ الوَغى من طولِ ما انحطَمَت

قَناتُه أن تُساوي سَيفَه قِصَرا

سمراءُ يَحفَظُها المَطعون كامنةً

في صَدرِه مثلَ حِفظِ السامِر السَّمَرا