قل للأحبة يصبرون قليلا

قُل لِلأَحِبَّةِ يَصبِرونَ قَليلا

لا يَعجلونَ فيقتُلون قَتيلا

أتُراهُمُ عَلِموا بِروحي أنَّها

مَعهُم إِذا رَحَلوا تُريدُ رَحيلا

لا بُلِّغوا أَمَلاً ولا حاديهُمُ

إذ خَيَّبوا مِن صَبريَ التأميلا

كَم عاذلٍ فيهم عَصَيتُ فَلم أُطِع

ولَقَد أَطاعوا في الفِراقِ عَذولا

وسَبيلُ مَن أَمسى بِمِثلِ بَنانِه

تَرَفاً يكونُ من الفِراقِ مَلولا

للسُّقمِ عِندي مِنَّةٌ أعتَدُّها

لمَّا خَفيتُ عن الوُشاةِ نُحولا

هل نافِعي كِتمانُ ما لاقَيتُه

لمَّا غَدا دَمعي علَيهِ دَليلا

أوَ ما كَفاني بُخلكُم بِوصالِكُم

حتَّى غَدا صَبري عَليهِ بَخيلا

وكأنَّ قَلبي رامَ يُبدي سَلوةً

لليأسِ فاتَّخذَ الدُّموعَ رسولا