كأن الليالي بالليالي طلبنني

كأنَّ اللَّيالي باللَّيالي طَلَبنَني

فهنَّ طَويلاتٌ ذَواتُ طَوائِلِ

يُحاوِلنَ منِّي ما مَضى من مَسَرَّتي

منَ الخالِياتِ الماضِياتِ الأوائِلِ

وهُنَّ قليلاتٌ قِصارٌ وإنَّما

يُحاوِلنَ ثأراً بالقِصارِ القَلائِلِ

وإِلا قَصرنَ عن طَريقي فَفي يَدي

على ضَعفِها ما في يدِ ابنِ مُقاتِلِ

إِذا قُلتُ أَمسى فاعِلاً فكَأنَّني

أتيتُ الَّذي يَأتي ولَستُ بِفاعِلِ

سلاحُ اللَّيالي كلّ أبيضَ باذِلٍ

تجاذِبُه لا كلُّ أَسمَرَ ذابِلِ

أبا أحمَدٍ خفَّ الزَّمانُ وصَرفُهُ

إِلَيكَ بِهَذا القاعِد المُتثاقِلِ

فكُن حائِلاً بَينَ الزَّمانِ وبَينَه

فَما شُكرُه بعدَ الزَّمانِ بِحائِلِ

ولا تحرِمَنهُ منكَ تَعظيمَ شَأنِه

فَما كلُّ مَنزورٍ عطيَّة باخِلِ