كم نهتهم صبابتي وغرامي

كم نَهَتهم صَبابَتي وغَرامي

عن مَلامي فَما انتَهوا عن مَلامي

سكِروا سَكرةَ المُدام فَظَنُّوا

أنَّ سُكرَ الهَوى كسُكرِ المُدامِ

فَحَذاراً مِن زَفرَةٍ أيُّها اللا

ئِمُ أمسَت نِيرانُها في اضطِرامِ

أحرَقَت لائمِيَّ قَبلكَ حتَّى

أصبَحَت جُنَّةً من اللوَّامِ

فعلُ نارِ القُلوبِ فيما عَدا الأج

سامِ هَذا فكيفَ في الأجسامِ

هيَ نارُ الخَليلِ في الوَقدِ لكِن

خَالَفَتها في بَردِها والسَّلامِ

يا لأَهلِ الهَوى لِمَعرَكِ حَربِ ال

بَينِ خَدِّي بَحرٌ منَ الدَّمِ طامِ

مَوقِفُ البَينِ كالسَّما تَرى في

هِ عُيُوناً مُنهلَّةً كالغَمامِ

وعُيوناً من البكاءِ علَيها

كجَهامٍ مُقابلٍ لِرُكامِ

كانَ ذمُّ الشَّآمِ مُذ كنتُ شأني

فَنَهتني عنهُ دِمَشقُ الشَّامِ

بَلدٌ ساكِنوهُ قد جَعلُوا ال

جنَّةَ قَبلَ الحِسابِ دار مُقامِ

أكسَبَتها الأيَّامُ رَونقَ حُسنٍ

ليسَ يَفنَى ولا معَ الأيَّامِ

ظاهِرٌ ظاهِرُ الجَمالِ كَما البَا

طِنِ خَلقاهُما مَعاً في تَمامِ

غير أنَّ الرَّبيعَ يَحكمُ في الظَّا

هِرِ إذ كانَ أوضَحَ الأحكامِ

برياضٍ أوصافُها أبد الدَّه

رِ تَراها رِياضَةَ الأفهامِ

نثرَت طَلَّها يَدُ الغَيثِ فيها

فأفانِينُ زهرِها في انتِظامِ

لَم تُفَضَّل بِطيبِها جَنَّةُ الخُل

دِ عَليها بَل فُضِّلَت بالدَّوامِ

قَسَمَت بينَ أهلِها قِسَمَ العَد

لِ فعمَّتهُمُ يَدا قَسَّامِ

هِمَّةٌ هَمُّها العلوُّ فما تَن

فَكُّ مِن ذاكَ دَهرها في اهتِمامِ

وندىً ذكرُهُ إلى ما تَولا

هُ مِن الأنجُمِ السَّعيدَةِ سامِ

صارِمُ العَزمِ كلُّ عُمرٍ وإن طا

لَ إِذا شاءَ مُؤذِنٌ بانصِرامِ

وكَذا المَجدُ ليسَ تُحسَمُ عَنه

عادِياتُ العِدى بغيرِ حُسامِ

خاصَمَتني صُروفُ دَهري إليهِ

فرأتني بهِ ألدَّ الخِصامِ

بفَتىً راحَتاهُ مُذ عُدِمَ الجو

دُ لَنا راحَةٌ مِن الإعدامِ