لئن حجبت نجل العيون وحورها

لئِن حُجِبَت نُجلُ العُيونِ وحورُها

ففي كلِّ جسمٍ سقمُها وفتورُها

محاسنُ فيها وهيَ من كلِّ عاشِقٍ

مساوٍ وكلٌّ جاهِدٌ يَستَعيرُها

شَكونا إليها السقمَ وهي سَقيمةٌ

فما بالُنا مما بنا نستَجيرُها

وإنا لأولى بالنفورِ من الظّبا

وما حُمِّلَت منه ففيمَ نفورُها

ولما قَسَمنا الليلَ قِسمَينِ قرَّبا

مَزارَ التي شَطَّت عنِ العينِ دورُها

سُرىً وكَرىً إما بِهذا تَزورُها

إلى حيثُ كانَت أو بِذا تَستَزيرُها

وممنوعَةٍ بالصوم في كلِّ حجَّةٍ

ثلاثينَ يَوماً ثم تأتي شُهورُها

تهيم بها نفسُ الفَتى وهي ضرَّةٌ

فيا عجباً من ضرَّةٍ لا تُغيرُها

وحرَّمَها نصُّ الكتابِ فجاءنا

بتحليلِها نصُّ الهَوى ومُديرُها

وأقبلَ شوالٌ بها فافرِجُوا لها

وإن كان مَحظوراً عليكُم عُبورُها

أرى نائِباتٍ نابِياتٍ شفارُها

وما كفَّها إلا العُلى وأميرُها

وسيرةُ قومٍ في الندى تغلِبيَّةٌ

لكل زمانٍ منهم من يَسيرُها

وللدولة الزهراءِ نورٌ مطنِّبٌ

من الأفُقِ الأعلى وهذا مُنيرُها

فتىً يَسبِقُ الفتيان من كان قبلَهُ

فأولُ فتيانِ المَعالي أخيرُها

أبوها ابنُها فيما أرى وكبيرُها

على حُكم تاريخِ السنينَ صَغيرها

كأن أبا الهَيجاءِ لما اكتَنى بها

أبوه أبو الهَيجاءِ حين يُثيرُها

له في العُلى فِعلانِ إما يجرُّها

إلى حُكمِه فيها وإما يُجيرُها

أخو حضرةٍ لا يدخلُ الهزلُ شِعبَها

ولا يُمكنُ القولَ الذميم حُضورُها

ولا صَدَرت عنها العُفاةُ فلم تُعد

حقائبَها مملوءةً وصدورُها

خلائِقُ لولا حسنُ صورة وجههِ

لأعوزَ في الدنيا عَليها نظيرُها