لا يفجعنك غصن البان إن بانا

لا يَفجَعنَّكَ غُصنُ البانِ إن بانا

واخرُج أعوِّضكَ منه اليوم أغصانا

هَيهاتَ ذاكَ الَّذي فارَقتَ مُنفَرِداً

من أن تُحسَّ لَه ما عِشتَ أقرانا

مركَّبٌ من كَثِيبٍ في نَقىً عَسِرٌ

أن يُرتَقَى خَشِنُ المَسعَى وإن لانا

قد كان مثلَكَ مِن كأسٍ وحامِلها

ما يَمنعُ اللَّيلَ أن يَدجُو ويَغشانا

فإن صَبرتَ على كتمانِ ما فَعَلا

وما فَعلتَ تَكُن عِندي كَما كانا

فهَل سمِعتُم بمِثلي كانَ مُتَّخِذاً

بلَيلِهِ من ضِياءِ الصُّبحِ نَدمانا

كأنَّما ابنُ سُرورٍ باتَ يَبعَثُ لي

في سائِر الطُّرقِ أنواراً ونيرانا

وأذكُر ابنَ سُرورٍ في مَكارمِهِ

وقُربهِ فأمِنتُ اليومَ نِسيانا

يزيدُهُ الجُودُ حُسناً حِين يَسلبُه

والسَّيفُ أحسَنُ ما تَلقاهُ عُريانا

والجارُ يَأوي إلى رُكنٍ وأنتَ فَقَد

نَصبتَ أبنِيةً حَولي وأَركانا

وأذكُر ابنَ سُرورٍ بالسُّرورِ بِه

إذا انتَشَيتُ وراحَ الهمُّ سَكرانا

وصرتُ ليسَ أرَى إلا مَكارمَهُ

حَولي قِياماً يَراها النَّاسُ أعيانا

حيثُ التَفتُّ وجَدتُ الجُود مُعتَرِضاً

مشمِّراً لانتِظارِ الأمرِ يَقظانا

إِن قُلتُ صدَّقَني فيكَ النَّدى وأَتى

بِمِثل قَولي وآلى فيه أَيمانا

سُبحانَ من نَسخَ الجَفنِيَّ مِن كَرَمٍ

في واحدٍ من بَنِيهِ اليومَ سُبحانا

ويَعجبُ الناسُ مِن أنِّي انفَرَدتُ به

واللَّهُ أفرَدَهُ جُوداً وإحسانا

وإنَّما أنا مَوقُوفُ الثَّناءِ فمَن

كانَ ابنُ جَفنَةَ مِنهم كنتُ حَسَّانا