لمن العيس أصبحت مستقله

لمن العيسُ أصبَحَت مُستَقِلَّه

بشُموسٍ مِن مثلِها مُستَظِلَّه

فأحسُّ الفؤادَ طارَ وما كا

نَ يَطيرُ الفُؤادُ إِلا لِعِلَّه

حينَ أبدَينَ كالأَهِلَّةِ لكِن

نَ مَواعيدَهُنَّ تُغني الأَهِلَّه

وَرِعاتٌ عَن الخِيانَةِ إِلا

نَظَراتٍ رأَينَها مُستَحَلَّه

بِأبي كلُّ ذاتِ لَحظٍ مِن النُّس

كِ وأَجفانُها علَى غَيرِ مِلَّه

نكِّبا بي عَن مَسلكِ الحَمدِ والذ

ذَمِّ فإنِّي أَرى الطَّريقَ مَضَلَّه

وأرَى الفَقرَ حينَ يُقرَنُ بالعِز

زَةِ خَيراً مِن الغِنى بِمَذلَّه

وعلَى أنَّ طارِقاتِ اللَّيالي

طارِقاتٌ لَولا أبو عَبد اللَّه

حَال بَيني وبَينها وأقامَت

فأَطالَت وخِفتُها أن تَمَلَّه

دائِماً يَنهضُ الفَتى وهوَ كالس

سَيفِ فَيشفي صَدراً ويُبردُ غُلَّه

يُنفِقُ المالَ كلَّه في مُهِمَّا

تِ المَعالي فيُحرِزُ المَجدَ كلَّه

حيثُ لا يَطمعُ العَواذِلُ مِنهُ

في عَساهُ أن يَنثَني أَو لعَلَّه

وقَديماً نَصحتُه فَأبَت ذا

لِكَ نَفسٌ عَلى النُّفوسِ مُطِلَّه

كمُلَ الكامِليُّ في الجودِ والمَج

دِ خِصالاً قامَت عَلَيها الأَدِلَّه

والنّدى والعُلى خَلائِقُ قَومٍ

جُبلَت في طِباعِهم والجِبِلَّه