لمن القلب المعنى وبمن

لِمنِ القَلبُ المُعنَّى وبمَن

فأرَى وَجداً شَديداً وشَجَن

وهُما في أنَّةٍ أسمَعُها

فتحسَّس مَن مِنَ الرُكبانِ أن

إنَّ في القَلبِ أُمُوراً لا أرَى

خالِياً مِنها علَيها مُؤتَمَن

وأَحاديث إِذا هَمَّ بِها

مَدمَعي قالَت له لا تَفعلَن

وبَخيلٍ فإذا جادَ فَما

شِئتَ من سُخطٍ وتَعدِيدٍ ومَن

خالَفت شيمتُهُ صُورَتَه

فهوَ ما بينَ قَبيحٍ وحَسَن

كلَّما واصَلني عاتَبَني

طالَ ذا العَتبُ وواصَلت فَهَن

ما لِكأسِي أصبحَت تُمزَجُ لي

دُونَ نَدماني بِهَمٍّ وحَزَن

ونَدِيمي وُدُّهُ من طَرَبٍ

وسُرُورٍ أن تكونَ الكأسُ دَن

غيرُ مَذمومٍ عَلَيها إنَّما

يُنصِفُ الخلُّ بإنصافِ الزَّمَن

وبِهذا خالَفَ الدَّهرَ فَما

أحدٌ خالَفَ إِلا ابن الحَسَن

أبَداً يُعدي عَلى أيَّامِه

لمن استَعداهُ سِرّاً وعَلَن

داخِلاً في كلِّ بابٍ سالِكاً

للمَعالي والنَّدى في كلِّ فَن

كلُّ ما عزَّ من المالِ غَدا

بأبي البِشرِ ذَليلاً مُمتَهَن

لَيسَ يرجُو راحةً في راحةٍ

قد أقامَ الجودُ فيها وسَكَن

كم جَزيلٍ سامَني الحَمدَ بهِ

واشتَراهُ فرأى أن قَد غَبَن

يَقتَني الحمدَ إذا قِيل اقتَنَى

عَرضَ الدُّنيا بخيلٌ فَخَزَن

فَليَنَل ما يَتَمنَّى فَلَكَم

مرَّةٍ قال لراجِيهِ تَمَن

وأشَدُّ المال نَفعاً للفَتى

ما غدا أو راحَ لِلحَمدِ ثَمَن

والمذمَّاتُ إذا ما رَشَقَت

بسِهامٍ فالعَطِيَّاتُ جُنَن