لم تمح بالدمع بعد البين آماقي

لم تُمحَ بالدَّمعِ بعدَ البَينِ آماقي

وها فُؤادي مَعي بَعد النَّوى باقِ

ردَدتُ كأسَ غَرامي وهيَ مترعةٌ

كَما سقيتُ بِها صِرفاً عَلى الساقي

وصارَ قَلبيَ لا يَشتاقُ مُذ حكمَت

يدُ الملامَةِ فيهِ غيرَ مُشتاقِ

لا تَفزَعنَّ إلى غَير النَّوى أَبداً

فَما لِداءِ الهَوى غَيرُ النوى راقِ

قَتيلُ همَّتِه في الناسِ أعذرُ من

قَتيلِ تَكسيرِ أجفانٍ وأَحداقِ

وفاترِ الطَّرفِ مَفتونٍ بِه سَقمٌ

كأنَّ جِسمي لَه مِن ضرِّه واقِ

أقمتُ في أَسرِه ما شاءَ ناظرُه

حتَّى أَتى شَعرُ خَدَّيهِ بإطلاقي

إن كنتُ أشفَقتُ من خَطبِ النَّوى جَزَعاً

فقَد أراكَ اعتِرافي فَرطَ إشفاقي

لا يَحسبُ الصرفُ أنِّي عَن طَوارِقِه

أَعمى إِذا ما رَأى عَنهنَّ إِطراقي

فَللتَّصاريفِ أوقاتٌ أواخِرُها

تَنَجُّزي صَرفَها مِن كفِّ إِسحاقِ

يَدٌ تُفيدُ النَّدى والمَجد مَن لَقِيَت

حتَّى تَكاد تُساويها يدُ اللاقي

يَغدو وقائِمُ سَيفِ المَجدِ يَملؤُها

فَيَنثَني عَن دَمٍ للبُخلِ مُهراقِ