لو كان في أن يزور وزر

لو كانَ في أن يزورَ وِزرُ

لأصبحَ الهجرُ فيهِ أجرُ

وصار قتلُ النفوسِ زُلفى

فيه ليوم المعادِ ذخرُ

لئن تفقَّهتَ هات قُل لي

فليسَ لي بالخِلافِ خبرُ

وشادنٍ طالَما نَهاني

من نهيِهِ عن هَواه أمرُ

للناسِ في طَرفِه وقَلبي

تعجُّبٌ دائمٌ وفِكرُ

بينَهما بالسواء سُقمٌ

بواحدٍ منهما مُضِرُّ

طرفٌ به علَّةٌ ألَمَّت

فهيَ مع الدهرِ تَستمِرُّ

يَبينُ فيه الضنَى ويُضني

كالسيفِ يَمضِي وفيهِ أثرُ

لاحَت على خَدِّه بَوادٍ

بوادرٌ تحتَهنَّ بَدرُ

فقال ماذا فقلتُ هذا

يُرخى على الحُسنِ منه سِترُ

ويبسطُ العذرَ في سلوِّي

والعُذرُ عند السلوِّ غَدرُ

أستغفِرُ اللَهَ ثم أهوى

وكيفَ يستغفرُ المصِرُّ

طالَ اختلافُ الخُطوبِ عندي

كلٌّ إلى نَفسِه يَجُرُّ

فكلما قلتُ ذا كريمٌ

أشكو إليه وذاك حُرُّ

أغضَبَهُ أن أذمَّ دَهري

كأنَّ ذاكَ الكريم دهرُ

هذا على أنه زَماني

والحَيدريُّونَ فيه كُثرُ

وأدهمٌ جائرٌ عليه

وما لَه في الأمورِ أمرُ

أسدُ المعالي علَى الليالي

بيضٌ ووَثباتُهنَّ حُمرُ

وابنُ عليٍّ يذودُ عنها

ما افترَسَت واستُجيشَ نَفرُ

مُظفَّرٌ كاسمِهِ نداه

في الرَّوع نابٌ له وظُفرُ

خلائِق كالنُّجوم زهرُ

آثارُها كالربيع خضرُ

كذا الليالي وهنَّ سودٌ

وجوهُ أفعالِهنَّ غُبرُ

قد صحَّ لي أنَّني مَليٌّ

وقمت بالدينِ وهو شكرُ

فعُد إلى ما عَهِدتَ واقرِض

فالقَرضُ عندَ المليِّ ذُخرُ

فإنَّني قبلَ ما التَقَينا

أحلُبُ ما لم يكن يدرُّ

كذاكَ نجمُ الصباحِ تَبدو

من قبلهِ أنجمٌ تَغُرُّ