ما لي أراك مشمرا لمراسي

ما لي أراكَ مُشمِّراً لمراسي

داءُ العَليلِ ولا دواءُ الآسي

إنَّ الذي يَغدو فيمسحُ عطفَهُ

ويَروحُ يذكرُهُ السلوُّ لناسي

قضت الهُنَيدةُ شَطرَها في غيِّه

فجعلت تغمزُ في قَضيبٍ عاسي

فإذا أحبَّ الناسُ واشتَهَر الهَوى

فيهم أحبَّ الناسُ لومَ الناسِ

ومُدامةٍ ضَربَ المخاضُ كؤوسَها

فغَدت قَوابِلُها أناملَ حاسي

كانَت مُعتَّقةً ولم يُعرَف لها

كأسٌ فكيفَ تكونُ بنت الكاسِ

لما سمِعتُ النَّهيَ عوضَني بِها الن

ناهِي خلائِقَ من أبي العَباسِ

تَحلو وتَعذُبُ وهي سمُّ عُداته

سُبحانَ مَن خلَطَ الندى بالباسِ

والمجد كلٌّ يدَّعيهِ وإنَّما

يَصفو لكَ الإبريزُ بالروباسِ

وبَنو حُميدانٍ بَنَوهُ فإنَّهم

شُبانُ تَعلِيَةٍ شُيوخُ أساسِ

مُتَشابهُونَ كأنَّما أخلاقُهم

خُلِقَت بحذوٍ واحدٍ وقِياسِ

من كلِّ من يقري فيُرسِلُ سَيبَه

غدقاً ويَعجَزُ مالُهُ فيُواسي